استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصر اليمامة بالرياض أمس، وزير الدفاع الأميركي جايمس ماتيس وبحثا «في سبل تعزيز علاقات الصداقة الاستراتيجية بين المملكة وأميركا، خصوصاً في المجال الدفاعي وتطورات الأحداث الإقليمية والدولية». وعقد الوزير الأميركي جلسة محادثات أيضاً مع ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع محمد بن سلمان في حضور عدد من المسؤولين من الجانبين. (للمزيد) وتطرق الاجتماع - بحسب وكالة الأنباء السعودية - إلى العلاقات الثنائية بين البلدين وفرص تعزيزها، كما اتفق الجانبان على تطوير العديد من البرامج والمبادرات بين البلدين. وبحث الجانبان خلال الاجتماع التحديات التي تواجهها المنطقة، وعلى رأسها الممارسات العدائية للنظام الإيراني ودورها في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، إضافة إلى الجهود المشتركة في مكافحة المنظمات الإرهابية والمتطرفة ك«داعش» و«القاعدة». وتطرق الاجتماع للجهود المشتركة في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة بشكل عام، بما فيها الممرات الملاحية والمعابر المائية. وأوضحت الوكالة السعودية أن الاجتماع شهد تطابقاً في وجهات النظر بين الجانبين، والرغبة الأكيدة لمواصلة جهودهما المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن «الولاياتالمتحدة تدرس سبل زيادة صادراتها العسكرية إلى السعودية للمساعدة في الحملة على الحوثيين المدعومين من إيران، ومن ثم دفعهم إلى دخول مفاوضات سلام». وأشار المسؤولون إلى أن الولاياتالمتحدة لن ترسل قوات إلى المشاركة في الحرب اليمنية وستكتفي بتقديم دعم لوجيستي واستخباراتي إلى القوات السعودية. وشددوا على أن إدارة الرئيس دونالد ترامب مصممة على منع زيادة النفوذ الإيراني في اليمن. وأكد ماتيس، أن إيران وراء كل اضطراب في المنطقة. وأوضح أن «طهران تلعب دوراً يزعزع الاستقرار في المنطقة ويتعين التصدي لنفوذها من أجل التوصل إلى حل للصراع اليمني من خلال مفاوضات برعاية الأممالمتحدة». وأبلغ ماتيس الصحافيين في الرياض بعد انتهاء اجتماعاته مع المسؤولين السعوديين: «في كل مكان تنظر إن كانت هناك مشكلة في المنطقة تجد إيران». وأضاف: «علينا التغلب على مساعي إيران لزعزعة استقرار بلد آخر وتشكيل ميليشيات أخرى في صورة حزب الله اللبناني، لكن النتيجة النهائية هي أننا في الطريق الصحيح لذلك». ونقلت وزارة الخارجية الأميركية عن ماتيس قوله في بيان أمس، «كما تعلمون المملكة هي البلد الذي كان ولا يزال حليفاً أمنياً رئيساً منذ عام 1944، وذلك عندما بدأ الرئيس فرانكلين روزفلت والملك السعودي هذه العلاقة، واستمرت كأحد أركان إطارنا الأمني للمنطقة والمصالح الأميركية». وقال ماتيس: «في ما يتعلق بالحملة السعودية والإماراتية في اليمن، فإن هدفنا يتركز على تلك الأزمة التي تحدث في ذلك المكان، وأن يتم وضع هذه المعركة المستمرة أمام الأممالمتحدة للمفاوضات، ومحاولة حلها سياسياً في أقرب وقت ممكن، إذ استمرت لفترة طويلة، ونرى أن الصواريخ التي يزودها الإيرانيون يطلقها الحوثيون على السعودية، وهذا يشكل جانباً معيناً، وكذلك وفاة عدد من الأبرياء داخل اليمن، ولا بد ببساطة من وضع حد لذلك، وسنعمل لذلك مع حلفائنا وشركائنا في محاولة للإتيان بهم إلى طاولة مفاوضات الأممالمتحدة». وحول ملف فض الاشتباك في سورية بين القوات الروسية وقوات التحالف، اللتين تعملان في بعض المناطق في الوقت ذاته قال ماتيس: «بالتأكيد القوات الروسية وقوات التحالف متاخمة لبعضها بعضاً، إن لم تكن في المناطق ذاتها، وواشنطن تقوم بفض الاشتباك مع الروس من أجل سلامة الطيران الجوي لتجنب أي نوع من سوء الفهم، أو أي نوع من التصادم غير المتعمد مع بعضنا بعضاً في الجو بصراحة، إذ يعمل كلانا ضد أهداف في المنطقة ذاتها». وعن وجود آلية للتنسيق مع الجانب الروسي في الهجمات على سورية، قال وزير الدفاع الأميركي: «سنستمر في عملية فض النزاع، ونحن لا ننسق مع الروس، لا ننسق هجماتنا معهم أو ندمجها معهم، لكن جهود فض النزاع هناك مستمرة على قدم وساق».