لا أدري هل كان رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر في كامل قواه العقلية، وهو يعلن وعلى الملأ إمكان إقامة بعض مباريات كأس العالم 2022، التي ظفرت قطر بشرف استضافتها في الدول المجاورة لقطر، أم هي مجرد دعابة ومزحة ثقيلة، أم سقطة كبرى في سمعة «الفيفا» تفضح حجم الفساد الذي تغلغل وفاحت رائحته في أروقة ذلك المكان القابع في أقاصي زيوريخ، ومنه تدار الرؤوس كما تدور الكرة في أرجاء الملعب، وتستقبل الجيوب أضعاف ما تستقبل الشباك من أهداف؟ هل كان يشك في قدرة قطر على التنظيم، ولم يجد مناصاً من التصريح بذلك، ليرى رد الفعل وأصداء ذلك، إن قبولاً أم رفضاً؟ ولم لم يقلها من قبل أو حتى يلمح بها؟ لا أظن ذلك إلا إن كان قرار فوز قطر باستضافة المونديال قرار بلاتر شخصياً، ولا علاقة لأية لجان أو شخصيات به. بلاتر أيها الرئيس من أعطاك الحق في مصادرة حق قطر وحدها في الاستضافة، وقد قدمت لك ولكل العالم ملفاً مكتمل الصفحات، باهر المنجزات، عالي الطموحات، خيالي السمات، لا أظن أنها فيه لم تجب على كل تساؤلاتك وغيرك حول ما يمكن أن يخرج كأس العالم من حدود المعتاد إلى المبتكر من التنظيم؟ بلاتر أيها الرئيس هل تكون جريئاً كجرأتك على قطر، وتصرح بسر زيارتك لمنطقة الخليج، خصوصاً السعودية ولقائك المسؤولين؟ وما محور الحديث الذي دار خلال اجتماعاتك بهم؟ وهل يمكن أن نصدق أنها زيارات عادية أتيت فيها للتمتع بأشعة شمس الصحراء، بعد أن اجتاح البرد والزمهرير مقر إقامتك؟ بلاتر أيها الرئيس لم لم تعقد مؤتمراً صحافياً فور انتهاء الزيارات «المرتقبة»، وتجب فيه بشفافية على أسئلة رجال الإعلام، وتبرر لهم ما قلت آنفاً، أو تعتبره مجرد زلة لسان، وتعتذر عنها وتقول إن الوقت الطويل بين قطر والاستضافة كفيل بأن تقدم فيه قطر نفسها بشكل لافت للنظر، وتعالج ما يعترضها من معوقات بسواعد شابة قد لا تكون أنت يا بلاتر نفسه شاهداً عليها؟ أسئلة كثيرة لن تستطيع الإجابة عليها، فقد سبق السيف العذل والأيام المقبلة ستكشف خفايا هذه الاستضافة، إن سلباً أم إيجاباً، فاستعد وجهز إجاباتك فقد يعاد فتح الملفات عند بدء انتخابات رئاسة «الفيفا». أما قطر فلن ترضى بالشراكة في المجد، فهو حصري فقط ولها وحدها. [email protected]