واصل رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم سيب جوزيف بلاتر الرقص على «الأنغام الموسيقية» كافة قبل موسم الانتخابات المقبلة على رئاسة السلطة الرياضية الأعلى، مثيراً الاستغراب بانتقال بوصلة آرائه من اتجاه إلى آخر. فبعد تصريحات متتالية لبلاتر عن إمكان مشاركة دول خليجية مجاورة لقطر في تنظيم مونديال 2022 كان آخرها أثناء زيارته للكويت الأسبوع الحالي، عاد أمس ليعدل من تعليقاته في أبو ظبي، ويقول: «كانت مسألة تناقشنا فيها لكن لا يمكن أن أقول هل تساند الادارة القطرية أو لا تساند هذه الافكار. هذا قرار في يدي قطر، لذا أرجوكم وجهوا أسئلتكم مباشرة إليها». ولم تكن هذه حال التأرجح الوحيدة في تصريحات رئيس الاتحاد الدولي، فبعدما علق في وقت سابق على اقتراح الألماني فرانز بكنباور إقامة نهائيات كأس العالم في قطر خلال الشتاء بدلاً من الصيف، بقوله: «بكنباور كان من اللاعبين الكبار في العالم، لكن الاتحاد الدولي حدد المواعيد منذ فترة، ولا مانع من دراسة الأمر بعد مونديالي 2018 و2022»، تحولت بوصلة ارائه أمس إلى اتجاه مغاير حينما قال: «سأكون سعيداً بإقامة نهائيات كأس العالم 2022 في قطر خلال فصل الشتاء بدلاً من أشهر الصيف مثلما جرت العادة تجنباً لحرارة الصيف في منطقة الخليج». واضاف في مؤتمر صحافي عقده على هامش كأس العالم للأندية في أبوظبي: «أساند بالتأكيد اللعب في الشتاء هنا في الشرق الاوسط واللعب عندما يكون الطقس ملائماً، وأنا أتكلم عن اللاعبين وليس فقط الجماهير». ويبدو أن تأييد رئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني لفكرة «القيصر» فرضت على رئيس الاتحاد الدولي إعادة حساباته والخروج بتصريح «التأييد» الجديد بعد «رفضه» للاقتراح علناً قبل أيام. وتسعى حسابات بلاتر المتأرجحة للضغط على قطر من أجل ضمان عدم ترشح رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم محمد بن همام لرئاسة «الفيفا» أو دعمه لمرشح آخر فضلاً عن رغبته في كسب ود جميع الشخصيات «المؤثرة» في ساحات الاتحادات المحلية إلا أن تصريحاته على ما يبدو لم تُطرب كل الأطراف حتى الآن. وعلى رغم «تأرجح» بلاتر الحالي إلا أن خبرته العريضة في المعارك التي خاضها تجبر المراقبين على التريث إزاء إطلاق أحكام باكرة على تحركاته «الانتخابية».