كان من المقرر أن تتواصل أمس المفاوضات غير الرسمية التي بدأت الخميس في مانهاست بضواحي نيويورك بين المغرب وجبهة «بوليساريو» بحضور الجزائر وموريتانيا بصفة «مراقبين». وتهدف جولة المفاوضات الحالية التي يرعاها الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لنزاع الصحراء كريستوفر روس إلى كسر الجمود في مساعي التوصل إلى حل سياسي للنزاع الصحراوي المستمر منذ سبعينات القرن الماضي. وقالت الأممالمتحدة إن هذه الجولة الرابعة من المفاوضات ستستمر حتى السبت. ولوحظ تكتم واضح حول الأجواء التي جرت فيها مفاوضات الخميس، في وقت شنّت جبهة «بوليساريو» هجوماً عنيفاً على فرنسا وإسبانيا واتهمتهما بالوقوف إلى جانب المغرب في نزاع الصحراء. ويضم الوفد المغربي إلى هذه المفاوضات الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون ومحمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات (الاستخبارات الخارجية) وماء العينين خلي هنا ماء العينين الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية. وتقول الأممالمتحدة إن هذا اللقاء الجديد سيشكل «فرصة لاستكشاف مقاربات مجددة من أجل خلق مناخ أكثر ملاءمة لإحراز تقدم» في المفاوضات. وتأتي هذه الجولة الجديدة من المفاوضات في وقت نقلت وكالة الأنباء الصحراوية الناطقة باسم «بوليساريو» عن «رئيس الديبلوماسية الصحراوية» محمد سالم ولد السالك «أن وجود فرنسا وإسبانيا ضمن مجموعة أصدقاء الأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية بات يشكل عقبة أمام مساهمة إيجابية لهذه المجموعة بل ويُضعف في شكل كبير جهود مجلس الأمن لإحلال السلام العادل والدائم في المنطقة». وقال ولد السالك الذي يتولى منصب «وزير الشؤون الخارجية» في «الجمهورية الصحراوية» التي أعلنتها «بوليساريو»، في تصريح صحافي، إنه يوجّه «نداء عاجلاً إلى مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته أمام الوضع الحالي» في الصحراء و «تنفيذ مخطط السلام». وأوضح «أن السلام والأمن في منطقة شمال أفريقيا مرتبطان بالاحترام الكامل للحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الصحراوي، واحترام الاتفاقات الموقعة من قبل طرفي النزاع عامي 1991 و1997 وإتمام مهمة بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية». وأكد ولد السالك «أن فرنسا واسبانيا تعارضان بوضوح إنهاء الاستعمار بالصحراء الغربية ضد المنطقة، وتريدان مصادرة الحق غير القابل للتصرف للشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، ومنعه من ممارسة هذا الحق من خلال استفتاء لتقرير المصير». وندد بما اعتبره «الانحياز الفاضح للحكومة الاسبانية بقيادة (خوسيه لويس) ثاباتيرو للمغرب ودعم سياسة فرنسا الهادفة إلى إضفاء الشرعية وفرض الأمر الواقع بخصوص الاستعمار المغربي للصحراء الغربية».