شارك مسؤولون عراقيون وسياسيون ونواب مئات آلاف الشيعة إحياء ذكرى عاشوراء في مدينة كربلاء، فيما أكد المجلس المحلي في المدينة نجاح الجهود الأمنية لمنع أي أعمال عنف خلال المناسبة، لكن مصدراً أمنياً أكد إحباط محاولة لإطلاق ثمانية صواريخ على موقع ديني مكتظ بالزوار في المدينة. وكشف مصدر أمني طلب عدم ذكر اسمه أن الأجهزة الأمنية أحبطت محاولة لقصف منطقة الحسينية في شمال كربلاء، وضبطت قاعدتين و8 صواريخ كانت معدة للإطلاق وعبوات ناسفة في منزل في مركز المدينة. وكان وزير النفط حسين الشهرستاني ووزير الأمن الوطني شيروان الوائلي والناطق باسم الحكومة علي الدباغ ونائب رئيس ديوان الوقف الشيعي الشيخ علي الخطيب وأعضاء المحكمة الجنائية العليا ومدير الاستخبارات العسكرية ومدير المرور العام ومدير النجدة العامة وعدد كبير من النواب والوزراء، شاركوا مساء أول من أمس في إحياء ذكرى عاشوراء في كربلاء التي استمرت حتى فجر الجمعة. وأكد عضو مجلس مدينة كربلاء طارق الخيكاني أن «أكثر من مليوني شخص شاركوا في إحياء مراسم عاشوراء، بينهم عدد كبير من الزوار الأجانب الذين قدموا من دول مختلفة، مثل الكويت والبحرين والإمارات والسعودية وكندا وأميركا والهند وبريطانيا وتركيا وإيران». وطالب الحكومة المركزية ب «تخصيص أموال كافية لدعم المناسبات الدينية في كربلاء»، معتبراً أن «أعداد الزائرين المتزايدة تحتم على الجهات الحكومية العمل بجدية على تطوير المدينة». وأكدت لجنة الصحة في مجلس المحافظة حدوث وفيات أثناء توافد الزائرين إلى مرقد الإمام الحسين. وقال رئيس اللجنة حسين شدهان إن «الزيارة لم تشهد حالات وفاة بسبب عمل مسلح أو أثناء إقامة مراسم التطبير (جلد الذات) التي جرت بعد صلاة فجر الجمعة في كربلاء». وأضاف أن «الوضع كان تحت السيطرة من خلال نشر عشرات المفارز الطبية التي رافقت مواكب التطبير لتقديم العلاج والإسعافات اللازمة». في المقابل، أكد مسؤولون محليون وجود صعوبات جدية تعوق حل مشكلة تنقل الزائرين وسط كربلاء في المناسبات الدينية. وقال عضو مجلس المحافظة حسين شدهان إن «حشوداً بهذه الكثافة تفوق قدرات المدينة وإمكاناتها»، مؤكداً حاجة كربلاء إلى «شبكة من الطرق الحديثة لتوفير الانسيابية لحركة آلاف الزائرين». وأغلقت السلطات المحلية منافذ المدينة المؤدية إلى وسط كربلاء منذ الثلثاء الماضي، بهدف منع استهداف المدينة بالسيارات المفخخة كما حدث في السنوات السابقة. وأعرب زوار عن ارتياحهم للخطة الأمنية والخدمية التي نفذت خلال أيام الزيارة، لكن بعضهم شكا قلة السيارات المخصصة للتنقل إلى داخل المدينة. ولم تخل زيارة عاشوراء هذا العام من إشارات سياسية، إذ تناولت الشعارات والأناشيد جوانب من الأوضاع العراقية الراهنة، بالدعوة إلى الإسراع بتوفير الخدمات ودعم البطاقة التموينية، ومحاربة الفساد المالي والإداري. واستغل صحافيو كربلاء المناسبة لإعلان حملة جمع توقيعات لمطالبة البرلمان بإقرار قانون حماية الصحافيين، بدعم من زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر والشيخ أحمد الصافي ممثل المرجع علي السيستاني وعدد من نواب المحافظة، بحسب ممثل نقابة الصحافيين في كربلاء نعمة عبدالكريم. على صعيد آخر، تمكنت السلطات العراقية من إفشال مخطط لتنظيم «القاعدة» لاغتيال زعيم الصحوة أحمد أبو ريشة بواسطة حاسوب محمول يقدم له هدية، على ما أعلن الناطق باسمه. وقال ابراهيم ناجي، مدير الإعلام في «صحوة العراق» الذي يتزعمه أبو ريشة إن «مكتب مكافحة الإرهاب في الأنبار اعتقل قبل يومين ثلاثة من قادة تنظيم القاعدة بينهم مساعد والي الأنبار في دولة العراق الإسلامية في الفلوجة». وأضاف أن «أحد مساعديه اعترف للمحققين بوجود مخطط لتنظيم القاعدة لاستهداف أبو ريشة من طريق طرد مفخخ عبارة عن حاسوب محمول يقدم هدية إليه أثناء مقابلته». وأشار الى أن «المخطط كان سينفذ من خلال زيارة مجموعة من الأشخاص بصفة رجال أعمال قادمين للاستثمار في الأنبار». بدوره، قال أبو ريشة إن «الأمر طبيعي أن أكون هدفاً في كل وقت». وأضاف: «أنا لست مستغرباً أساليب تنظيم القاعدة، ولديها أساليب كثيرة لكن نحن لها بالمرصاد». وتولى أبو ريشة في عام 2007 قيادة مؤتمر صحوة العراق الذي أسسه شقيقه عبد الستار الذي أطلق أول مبادرة من هذا النوع باسم مؤتمر «صحوة الأنبار»، في 14 أيلول (سبتمبر) 2006 حين شكل تحالفاً قوياً من 42 قبيلة معروفة. وتعهدت الجماعة قتال مسلحي «القاعدة» مستخدمة تأثيرها العشائري. ودفع أعضاؤها أولادهم للانضمام الى صفوف الشرطة والجيش، وكان له الفضل في طرد التنظيمات المتطرفة من المحافظة، وامتدت لتشمل كل مدن العراق. وقتل أبو ريشة بانفجار عبوة في الأنبار قرب منزله تبناه تنظيم «القاعدة» في 13 أيلول 2007.