كشف مسؤول فلسطيني رفيع ل «الحياة» ان المبعوث الاميركي الخاص لعملية السلام جورج ميتشل ابلغ الرئيس محمود عباس في لقائه الاخيرة به في رام الله قبل أيام ان السياسة الاميركية تغيرت بسبب التغيرات التي شهدها الكونغرس في الانتخابات النصفية. وقال المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه ان ميتشل خاطب عباس والوفد الفلسطيني في معرض تفسيرة للتغير الذي طرأ على النهج الاميركي ازاء المفاوضات قائلا: «اسمعوا ما اقوله جدياً: الكونغرس اليوم مختلف عما كان عليه قبل الانتخابات النصفية». من جهة ثانية، كشف عضو الوفد الفلسطيني المفاوض الدكتور محمد اشتيه في لقاء مع عدد من الصحافيين الفلسطينيين والاجانب في مدينة بيت جالا، أن الجانب الفلسطيني سيتوجه الى مجلس الامن في غضون الاسابيع القليلة المقبلة للمطالبة بإدانة دولية للاستيطان وإلزام اسرائيل بوقفه. وقال ان الخطوة التالية بعد ذلك ستكون العودة الى مجلس الأمن مجدداً للمطالبة بإصدار قرار تعترف فيه المنظمة الدولية بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967. وأضاف ان ميتشل عرض على عباس في اللقاء الاخير مفاوضات موازية، لكن الرئيس ابلغه انه لن يقبل بمثل هذه المفاوضات إلا في حال حددت الادارة الاميركية المرجعية الواضحة لها». وتابع: «لن نتفاوض الا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967». وكان الجانب الفلسطيني رفض ورقة غير رسمية اميركية قدمتها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لتكون اساساً للمفاوضات بسبب عدم تحديد مرجعية هذه المفاوضات. وقال مسؤولون فلسطينيون ان الورقة الاميركية شكلت تراجعاً عن الموقف الرسمي في شأن الهدف من المفاوضات والمتمثل في اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وأشار مسؤول رفيع الى ان الورقة الاميركية نصت على التفاوض على الاراضي التي احتلت عام 1967، بمعنى الشراكة في هذه الاراضي وليس اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967. كما نصت الورقة ايضاً على التفاوض على مصالح الطرفين في القدسالشرقية وليس الاعتراف بالقدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة، اضافة الى ايجاد حل منطقي لقضية اللاجئين. وبرر ميتشل هذا التراجع في الموقف الاميركي بسيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ بعد تفوقهم في الانتخابات النصفية التي جرت الشهر الماضي. وقال اشتية ان الخيار الفلسطيني التالي، في حال استخدام الولاياتالمتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن، سيكون التوجه الى الجمعية العامة للامم المتحدة ضمن البند المعروف باسم «تحالف من اجل السلام»، والذي تتخذ فيه قرارات الجمعية صفة الإلزام، مثل قرارات مجلس الامن. واضاف: «والخيار التالي بعد ذلك هو مطالبة الاممالمتحدة بوضع فلسطين تحت الوصاية الدولية، وفي حال نجاحنا في ذلك، سنلجأ الى وقف تطبيق الاتفاقات الموقعة مع اسرائيل». واشار الى ان الخيارات الاخيرة تتمثل في «وضع اسرائيل امام مسؤولياتها كدولة احتلال» ثم اخيراً المطالبة بحل الدولة الواحدة. وقال اشتية ان الجانب الفلسطيني فقد الامل بالتوصل الى اتفاق مع الحكومة الاسرائيلية الراهنة وفقد الثقة بقدرة الجانب الأميركي على التأثير على الموقف الاسرائيلي. وأضاف ان ميتشل الذي يقوم بجولات مكوكية منذ 19 شهراً، لم يقدم شيئاً للفلسطينيين باستثناء كلام التشجيع للرئيس. وتابع: «انا شخصياً غير مقتنع بإمكان التوصل الى حل مع حكومة نتانياهو، وان حكومة نتانياهو افشلت الرعاية الاميركية لعملية السلام».