تلقت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية 11.142 بلاغاً عن حالات عنف أسري في العام 2016، من المناطق السعودية كافة، تنوعت بين إساءات جسدية ونفسية وجنسية، أو التهديد بالايذاء والاستغلال، وذلك عبر مركز بلاغات الحماية من الإيذاء والعنف الأسري، وفق ما نشره الموقع الرسمي للوزارة. وشهدت الفترة الأخيرة تزايداً في حالات العنف الأسري تجاه الأطفال والنساء، تعدت الإيذاء إلى القتل أحياناً، واهتز لها المجتمع السعودي، في الوقت الذي تضج فيه مواقع التواصل الاجتماعي بصور وفيديوهات لضحاياها. ودشنت وزارة العمل قبل أكثر من عام، مركز «الحماية من الايذاء» للإبلاغ عن حالات العنف ضد النساء والأطفال عبر الرقم المجاني 1919، والذي يعمل على مدار الساعة، من خلال 70 من الكوادر النسائية المدربة اللاتي يستقبلن البلاغات في سرية تامة، ويعملن بسرعة لإعانة الفئات المستهدفة، وهم النساء من جميع الفئات العمرية، والأطفال تحت سن ال18 سنة، والمستضعفين من كبار السن وذوي الحاجات الخاصة، وتستقبلهم وحدات الحماية الاجتماعية البالغ عددها 24. وتبدأ مراحل سير بلاغات العنف الأسري، وفق ما نشرته الوزارة على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» باستقبال البلاغ، وتصنيفه، ودراسة الحال، ثم تقديم الخدمات، ومباشرة البلاغ، وتزويد المستفيد برقمه. وتصنف بلاغات العنف الأسري ضمن ثلاثة مستويات تبعاً لمستوى الخطورة، وهى: عالية الخطورة وينفذها المركز خلال ساعتين، ومتوسطة وتعطي أربع ساعات، والبلاغ العادي ويصل حتى ست ساعات. وبمجرد استقبال البلاغ وتحديد مستوى خطورته، يتواصل المركز مع الجهات الأمنية والطبية، ثم يحول البلاغ إلى وحدة الحماية الأقرب منه، والتي تتواصل بدورها مع المتعرض إلى الإيذاء، والجهات الأمنية، يليها تقديم دراسة شاملة عن الحال، ثم مقابلتها وإثباتها، يليها تقديم خدمات التوجيه والإرشاد، وايواء الحال، وبعد خروجها يتابعها المركز. ولضمان عدم استمرار الإيذاء توثق الوزارة بلاغات العنف الأسري وتقيم حالاتها، لضمان عدم تكرارها، وأخذ التعهدات وتوفير التوجيه والإرشاد الأسري. وتسعى وزارة العمل إلى زيادة عدد العاملين في الإرشاد الأسري والحماية الاجتماعية إلى 21 ألف عامل، ومراكز الإرشاد الأسري ووحدات الحماية الاجتماعية إلى 200 مركز بحلول العام 2020، ما يساهم في خفض حالات الطلاق، والخلافات الأسرية، والتفكك الأسري. وأكد مدير الحماية الاجتماعية في الوزارة الدكتور هشام المديميغ أن مركز البلاغات يستقبل جميع أشكال الإيذاء والإهمال التي قد يتعرض لها الطفل، مثل «إبقائه من دون سند عائلي، أو عدم استخراج وثائقه الثبوتية، أوعدم استكمال تطعيماته الصحية، أو التسبب في انقطاعه عن التعليم، أو وجوده في بيئة تعرضه للخطر أو سوء معاملته، أو التحرش به جنسياً أو تعريضه للاستغلال الجنسي أو المادي» وتتضمن أشكال الإيذاء أيضاً بحسب المديميغ، استخدام الطفل في الإجرام أو التسول، أو التلفظ بكلمات مسيئة له، أوتعريضه لمشاهد مخلة بالأدب أو غير مناسبة، أو التمييز ضده لأي سبب عرقي أو اجتماعي أو اقتصادي، والتقصير في رعايته، إضافة إلى السماح له بقيادة المركبة دون السن القانونية، وفي شكل عام كل ما يهدد سلامته أو صحته الجسدية والنفسية. وتنفذ وزارة العمل حملات توعوية للحماية الاجتماعية في المناطق السعودية كافة لتعريف بالآثار السلبية للعنف الأسري وإهمال وإيذاء الأطفال.