برلين - أ ف ب - بعد مضي قرنين على مآثره لا يزال نابوليون بونابرت قضية حساسة في أوروبا. لكن معرضاً ألمانياً يقام في مدينة بون يستعد لمواجهة الأساطير المحيطة بهذا الإمبراطور بنظرة جديدة مستقاة من كل أرجاء القارة الأوروبية. تلفت بينيديكت سافوا، المشرفة على المعرض الذي يأتي تحت عنوان «نابوليون وأوروبا: حلم وصدمة»، إلى أن هذا «المعرض هو الأول الذي يأتي بهذا الحجم والذي يتناول نابوليون منذ ذاك الذي نظم عام 1969 في «غران باليه» في باريس. ويجمع المعرض أكثر من 400 عمل استعيرت من 16 بلداً، إضافة إلى لوحات شهيرة وقطع لم تعرض من قبل. ويرتكز هذا المعرض على «نظرة جديدة لجيل شاب من المؤرخين» لاستكشاف «مسارات جديدة» حول أسطورة نابوليون الذي أثار إعجاب الأوروبيين وكرههم لاحقاً. وعلى سبيل المثال سمفونية بيتهوفن الثالثة «إيرويكا»، أهداها المؤلف إلى بونابرت قبل أن يمحو الإهداء بعد تولي الأخير العرش عام 1804. ويترجم الافتتان ببونابرت من خلال لوحات وتماثيل وأدوات للمائدة وأوانٍ تمجّد الإمبراطور. كذلك يترجم من خلال الإرث الذي خلفه وراءه في البلدان التي غزاها، ابتداء من القوانين المدنية وصولاً إلى ما أنجز من أشغال عامة مروراً بأدوات القياس. لكن الرفض الذي طاول الإمبراطور يظهر جلياً من خلال الدرع المثقوبة واللوحات التي تصور ساحات القتال الدموية وصورة لمقبرة جماعية دفنت فيها جثث من جنود نابوليون أو «لا غراند أرميه» اكتشفت في فيلنيوس في ليتوانيا عام 2004. وكانت حملات نابوليون خلفت في أوروبا خمسة ملايين قتيل وعشرة ملايين جريح، لكن المعرض يضيء خصوصاً على إصابات الحرب وتشوهاتها التي «أدت إلى تحقيق تقدم مهم في مجال الطب». ويستطيع الزوار من خلال المسار المقترح أن يستمتعوا بلوحات من توقيع آنغر وغويا وتيرنر، وتأمل الرسوم الكاريكاتورية التي تتناول الإمبراطور، واكتشاف تذكارات شخصية تعود الى الامبراطور مثل مهده الذي نام فيه صغيراً في جزيرة كورسيكا، مسقط رأسه، وقبعة من القش كان يعتمرها في منفاه في جزيرة سانت إيلان.