عشية إحياء ذكرى عاشوراء اليوم، فجّر انتحاريان من تنظيم «جند الله»، متفجرات أمام مسجد في إقليم سيستان - بلوشستان المحاذي لباكستان وأفغانستان جنوب شرقي إيران، ما أدى الى مقتل 39 شخصاً وجرح حوالى مئة. وإذ توعد التنظيم ب «عمليات استشهادية» جديدة، اتهمت طهران أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية بالوقوف وراء الهجوم، مؤكدة ان «هذه الأعمال الإرهابية لن تمرّ من دون رد»، فيما دان الرئيس باراك أوباما «الاعتداء الإرهابي المروع»، مؤكداً في بيان وقوف الولاياتالمتحدة مع «الشعب الإيراني في مواجهة هذا الظلم». وقال: «قتلُ مدنيين أبرياء في مكان عبادتهم خلال عاشوراء، جريمة نكراء، وتجب محاسبة منفذي هذا العمل المشين والجبان». وأضاف: «هذه العمليات الإرهابية لا تعترف بأي رادع ديني أو سياسي أو وطني، والولاياتالمتحدة تدين الإرهاب أينما يقع». كما دان الأردن والبحرين وبريطانيا، «التفجير الإرهابي» في إيران. وتضاربت الأنباء في شأن وقوع تفجير أو اثنين خلال الهجوم. وأعلن فريبورز آياتي فيروزآبادي رئيس مكتب الطب الشرعي في إقليم سيستان - بلوشستان، مقتل 39 شخصاً على الأقل، بينهم رضيع و3 نساء، وجرح حوالى مئة، «بعدما استهدف تفجيران انتحاريان» مصلين شيعة أمام مسجد الإمام الحسين في مدينة جابهار. وشهد الإقليم في السنوات الأخيرة، عمليات نفذها تنظيم «جند الله» واستهدفت قادة في «الحرس الثوري» والشرطة وقوي الأمن، إضافة الى زعماء عشائر. لكنها المرة الأولى التي يُنفذ هجوم في جابهار جنوبالإقليم علي السواحل الجنوبيةلإيران، والتي تُعتبر إحدى المناطق التجارية الحرة في البلاد. ونقلت وكالات الأنباء الإيرانية عن مسؤول في وزارة الاستخبارات أن «ثلاثة انتحاريين دخلوا البلاد من بلد مجاور، نفذوا تفجير جابهار، قُتل أحدهم بالانفجار، والثاني برصاص الشرطة، والثالث اعتُقل خلال محاولته الفرار من إيران». يأتي ذلك بعدما نفى رئيس بلدية جابهار علي باطني، ما أوردته وسائل إعلام إيرانية عن ثلاثة انتحاريين وحصول تفجيرين. وقال: «كانا إرهابيين رُصدا قبل ان يقوما بأي تحرك، لكن أحدهما تمكن من تفجير سترته الناسفة». وأشار الى «اعتقال زعيم المجموعة». وقال علي عبد الله نائب وزير الداخلية الإيراني ان «المعدات وإمكانات الدعم اللوجيستي للعناصر الإرهابية التي نفذت الهجوم، تشير الى انهم إرهابيون ينتسبون الى مجموعات متطرفة تدعمها أجهزة استخبارات متطورة لدول إقليمية وأميركا». اما رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني فاعتبر أن التفجير يستهدف «إثارة الفرقة والخلافات الدينية والمذهبية بين الشيعة والسنة». وقال: «عمليات مشابهة لا ينفذها سوى النظام الصهيوني وأميركا». وأكد ان «هذه الأعمال الإرهابية لن تمرّ من دون رد». وأعلن تنظيم «جند الله» مسؤوليته عن الهجوم، وهو الأعنف ضد مصلين شيعة منذ العام 1994. ونشر في بيان على موقعه الإلكتروني، صوراً لشخصين مزنرين بأحزمة ناسفة، يدعيان سيف الرحمن شبهاري وحسن خاشي، مؤكداً إنهما المنفذان. وأشار الى أن «هذه العملية هي رد على شنق قائد الجماعة» عبدالملك ريغي الذي اعتقلته السلطات الإيرانية في شباط (فبراير) الماضي، ونفِذ حكم بإعدامه في حزيران (يونيو) الماضي. وأضاف البيان أن «الهدف من هذه العمليات طرد المعتدين (الإيرانيين) من بلوشستان»، معتبراً ان «هذه العملية تحذير للنظام الإيراني بضرورة إنهاء تدخله في الشؤون الدينية للسنّة، ووقف الإعدامات وإطلاق الأسرى، وبخلاف ذلك، ستتواصل العمليات الاستشهادية بقوة اكبر». في غضون ذلك، أعلن النائب حسين سبحانينيا أن لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى، «ستناقش قريباً» إقالة الرئيس محمود احمدي نجاد وزير الخارجية منوشهر متقي. وأفادت وكالة «مهر» بأن نجاد ووزير الخارجية بالوكالة علي أكبر صالحي سيتوجهان الى تركيا الاسبوع المقبل، لحضور قمة «منظمة التعاون الاقتصادي» التي تضم ايران وتركيا وباكستان وافغانستان واذربيجان وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان واوزبكستان. وصالحي الذي يرأس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، سيناقش الملف النووي لبلاده مع داود اوغلو، علماً أن جولة المحادثات المقبلة بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، ستُجرى في إسطنبول نهاية كانون الثاني (يناير) المقبل. وبعد إقالة متقي، التقى اسفنديار رحيم مشائي مدير مكتب نجاد، السفيرة السويسرية في طهران ليفيا لو أغوستي، داعياً الدول الأوروبية الى أن تتخذ «مواقف مستقلة». كما اجتمع مع السفير القرغيزي، مشدداً على «أهمية تعزيز العلاقات» بين البلدين.