أحترم كثيراً رئيس لجنة الحكام عمر المهنا، وأقدّر تاريخه الطويل في مجال تحكيم كرة القدم، ومع ذلك كنت أتوقع اعتذاره عن رئاسة اللجنة يوم أن عرضت عليه، طالما أنه يعلم أنه غير قادر على فعل شيء باتجاه التطوير والإقناع! والمسألة باختصار أن لجنة حكام كرة القدم السعودية كالمدرسة التي لم ينجح فيها أحد، وهذا لا يعني بالضرورة أن ليس لدينا حكام جيدون، ولكن يبدو أن الشق أكبر من الرقعة. وما أعنيه صراحة أن لجان التحكيم من أيام «أبوعزوز»، مروراً ب«المرزوق»، ثم مثيب الجعيد، ثم فلاج الشنار، ثم لجنة الشقير، وصولاً إلى لجنة عمر المهنا، والأخطاء في تزايد، والمشكلات لا حصر لها. هل تذكرون الحكم الدولي عبدالله القحطاني الذي قدّم في الموسم الماضي خطاب اعتذار عن الاستمرار في التحكيم رفعه للأمير نواف بن فيصل بصفته رئيس لجنة تطوير الحكام قبل إلغائها في هذا الموسم. ويبدو لي أن مشكلة اللجان لا سيما السابقة والحالية هي المجاملة لحكام معيّنين على حساب حكام آخرين، كما يؤكد خطاب القحطاني، وحديث الحكم الدولي خالد الزهراني لصحيفة «الرياضية» قبل يومين، الذي اتهم فيه رئيس اللجنة الحالية بمجاملة الحكم فهد العريني! والحقيقة أن عمر المهنا لا يُحسد على ما هو فيه، فما قاله الحكم خالد الزهراني - إن كان صحيحاً - سيؤثر على اللجنة ورئيسها، وقد يفاجأ المهنا بخروج أكثر من حكم يقول ما قاله الزهراني، ووقتها لن تفيد رئيس اللجنة التبريرات. ومن خطاب اعتزاله يقول الحكم الدولي المعتزل عبدالله القحطاني ما يكفي عن أي تعليق كما تكشف الأسطر الآتية: «تعاقبت اللجان في الفترة السابقة، اللجنة تلو اللجنة ولكن وبكل أسف وأسى لم تستطع هذه اللجان إيجاد المكان والمكانة الملائمة واللائقة التي ينبغي أن يكون عليها الحكم السعودي، حيث أصبح الحكم في وضع غير محسود عليه وفي الوقت نفسه غير مأسوف عليه!». ويضيف: «وبين عجز اللجان وموقف (غيرهم) موقف المتفرج، أصبح الاستمرار في مجال تحكيم كرة القدم (كحكم) أمراً في غاية الإحراج، وكون الشخص في مثل هذه الأوضاع لا يملك إلا قراره الشخصي ويأتي على نفسه تجنباً للعيش وسط هذه الأجواء التي أقرب ما يقال عنها إنها أجواء «غير صحية» وغير مواتية لأن أكمل ما بدأته قبل عشر سنوات من الآن (كحكم). وحتى لا يفهم من هذه المقالة أنني مع أو ضد، أو أنني أتبنى وجهة نظر الحكام ضد لجنتهم، فهذا ليس من أخلاقيات هذه المهنة التي أعتز بها، ولكنها وجهات نظر متطابقة لحكمين دوليين وقفت اللجنة أمامهما موقف المتفرج مرة، وموقف «المطنّش» في المرة الأخرى. وأكثر ما أخشى على لجنة المهنا أن تغادر مكانها دونما ترك بصمة على ساحة التحكيم السعودي، غير اتساع شبكة الخصوم من داخل اللجنة، وارتفاع الأصوات الساخطة على اللجنة وحكامها، إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه. [email protected]