وهي اصطلاح جديد أسجله في قاموسي وعلى هوامش متون الأصدقاء، فالموضة الآن هي الحديث عن موقع «ويكي» وهو اسم الدلع لموقع ويكليكس، الذي نظف بعض الغشاوة من على أعين البعض، وأضاف غشاوات جديدة على عيون أخرى، ويجب أن تلاحظوا موسيقى اسمه القريبة من أشياء تستخدم في النظافة ومنها «الكيلنكس» و«الكلوركس»، ويبدو أن المسألة كلها «اكس في اكس». سياسياً ربما ينبغي استحضار شعر محمد جبر الحربي «قلنا على الورق ما لم تقله الحرب»، فالثابت اليوم أن حتى هذه الصفة الشعرية المحبطة سرقت منا، فهاهم الأصدقاء والأعداء ومن يراوحون بين المنطقتين يقولون على الورق ما قالته الحرب بجميع أنواعها من قبل، بعضه يبدو صدقاً، وبعضه الآخر تفوح منه روائح غير نظيفة، وهو الورق الذي تسرب إلى الموقع ومنه إلى صدارة نشرات الأخبار. علمياً يبدو أن حروب الانترنت ستندلع قبل حرب المياه، والقيادة ستكون لأصحاب التقنيات الأقوى، الأسرع، ولمن لديهم الكادر البشري «المنسم»، وهي صفة اغلب «الهاكرز»، وحسب إفادة شخص ما في شركة عملاقة ما، في وليمة ما، عند إعلامي «ما هنا حليله» فإن السعوديين، الشباب الصغار منهم تحديداً من المبرزين في «التهكير» عربياً وعالمياً، ربما بسبب طغيان غريزة «اللقافة»، أو بسبب توفر الإمكانات المادية التي تساعد على اقتناء الأجهزة والبرامج الحديثة، أو لعلها «الفضاوة»، لكن في المحصلة يمكننا مستقبلاً سعودة «الوكوكة» ونحقق على الأقل شيئاً ما في هذا الملف المضحك المبكي. إعلامياً، احترقت كثير من الأخبار الخاصة، وأخبار المصادر التي لا يفصح عنها، وبات من الصعب تمرير أفكار كثيرة عن العلاقات التي تربط الطرف العاقل على طريقة «عاقلنا هاك المربط»، لكن من الناحية الأخرى هناك زخم من المواد والأخبار المتلعقة بالموقع، وصاحبه، وصويحباته من نشرات الأخبار عند «بعض الناس». اقتصادياً، سترجئ بعض مشاريع إطلاق القنوات الإخبارية في العالم موعد انطلاقها، خاصة إذا كانت من ذلك النوع الذي يتكئ على أنظمة معينة، أو «يتسدح» بجوار مصادر ما طلباً لرضاها، وربما دعمها. اجتماعياً، سيصبح في مقدور الزوجات انشاء موقع مشابه لفضح مراسلات الأزواج مع كل مواقع «المسيار»، والتعارف، والأهم مع كل الجهات المالية والاستثمارية التي يتعاملون معها لتحديد حجمه المالي، وبالتالي تحديد آليات التعاطي معه إذا بادرها بالجملة الشهيرة «ما عندي»، أو الجملة الديبلوماسية «مع الراتب الجاي». «الوكوكة» على أنها نشرت الغسيل، لكن بعض «الخلاقين» المنشورة نسبت إلى غير أصحابها، وبعض المراسلات والوثائق تم التعاطي معها إخبارياً بدون حسن نية. [email protected]