مع انطلاق حملة انتخابات الرئاسة في مصر، استبعد المرشح للرئاسة المصرية المشير عبد الفتاح السيسي التصالح مع أي جماعة إرهابية، في إشارة إلى «الإخوان المسلمين» التي صدر حكم قضائي وقرار حكومي باعتبارها «إرهابية»، فيما دعا منافسه حمدين صباحي إلى إبعاد الجيش عن تجاذبات السياسة. (للمزيد) ونال السيسي أمس دعم حزب «النور» السلفي، الذراع السياسية للدعوة السلفية، أبرز التنظيمات السلفية العاملة في السياسية. وقال الحزب بعد اجتماع لهيئته العليا إنه استقر على دعم السيسي، وفقا لاجتماعين عقدهما قيادات فيه مع السيسي وحميدن صباحي. ولم يُعلن عن لقاء السيسي وقيادات حزب «النور»، ما عزته قيادات الحزب إلى «إجراءات الأمن». وبدأت في مصر أمس فترة الدعاية الانتخابية للمرشحين السيسي وصباحي، والتي تنتهي في 23 الجاري. وأعلن المرشحان تفضيلاتهما التي تأثرت كثيرا بخلفيتهما المهنية، ففي حين تصدر «الأمن» أولويات وزير الدفاع السابق، وضع المناضل اليساري «العدالة الاجتماعية ومحاربة الفقر» على رأس اهتماماته. وفيما فضل السيسي اطلاق حملته الدعائية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالرد على استفسارات الجمهور، اختار صباحي أن يدشن حملته من محافظة أسيوط في الصعيد، مسقط رأس الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، بمؤتمر صحافي أعقبه لقاء مع قوى سياسية. واجاب السيسي عن تساؤلات متابعيه بتدوينات عدة على صفحاته الرسمية على مواقع التواصل أوضح فيها أن «الأمن سيكون أول أولوياتي في تحقيقه، وسنضرب بيد من حديد كل من يفكر أن يمس مواطنا واحدا». وقال: «لن نفكر في التصالح مع أي جماعة إرهابية ولم ولن نتصالح مع أي مجرم. المحاكمة العادلة لكل إرهابي يحمل سلاحا في وجه الوطن والجيش». وغازل السيسي الشباب الذين يرى صباحي أنهم رصيده الأبرز، بأن قال: «الشباب سيكون لهم دور كبير داخل مؤسسات الدولة. مشاركتهم مهمة لمستقبل مصر»، مضيفا: «كرامة المواطن المصري خارج وداخل مصر خط أحمر. لا أحد يجرأ أن يمسها». من جانبه، قال صباحي، في مؤتمره الصحافي، إن «العدالة الاجتماعية ومحاربة الفقر» هما أهم أولويات برنامجه الانتخابي، مضيفا: «لن نسمح بعودة رموز النظام السابق أو الأسبق، ولن تستمر سياسات النظامين، وهي قائمة حتى الآن، لأنها سياسات واحدة، فمصر تحتاج إلى تغيير وتطوير كل أجهزة الدولة». واضاف ان «الإخوان كجماعة ليس لها وجود فى مصر. لن يفلت أحد من الإخوان الذين دعوا للعنف من العقاب (لكن) لن أطبق عقابا جماعيا، ولا يوجد فرصة للحياة الديمقراطية فى وجود إرهاب، والإخوان المسلمين كجماعة لابد أن يدفعوا الثمن نتيجة إرهابهم، ولكن الظلم فى هذا البلد لن أتركه بهذا الشكل، وهذا هو الميزان الذى سأستخدمه». ووجه صباحي في وقت لاحق خطابا للشعب المصري عبر التلفزيون الرسمي قال فيه: «أسقطنا رأسين للدولة ولكن لا تزال نفس السياسات مستمرة»، مؤكدا ضرورة «الإصلاح الجذري في أجهزة ومؤسسات الدولة المختلفة لجعلها خالية من الفساد». وشدد على أهمية الحفاظ على الجيش ومكانته. وقال: «الجيش هو ركيزة الأمن القومي المصري والعربي، ولابد أن نحفظ لهذا الجيش قدرته وكفاءته وتسليحه وتدريبه لكي يتمكن من لعب دوره في حماية أمن مصر على الحدود وفي الداخل إذا اقتضى الأمر، ولكي يتمكن الجيش من لعب هذا الدور لا ينبغي أن نلقي عليه أحمالا زائدة أو أن يدخل في تجاذبات السياسة.» وأكد أن تجفيف منابع الإرهاب يحتاج إلى سياسات تحقق «العدالة الاجتماعية». وقال إن الحرب المقدسة هى «الحرب ضد الفقر». ودعا الشباب إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات. وقال: «يا شباب مصر إن شئتم انتصرتم لأنفسكم وإن شئتم قاطعتم، وخزلتم ثورتكم».