نحن بحاجة إلى أعوام لترسيخ الاهتمام العملي بقضية فقرنا المائي فلنبدأ بعام، أرضنا تقع تحت أكثر خطوط فقر الماء انخفاضاً، فلماذا لا نجعل هذا العام الجديد «عاماً للمياه»، من دون انتظار يوم عالمي؟ والاهتمام الرسمي واضح، إلا أنه محدود لم يتبلور إلى تفاعل رسمي «أجهزة حكومية متعددة» بخطة واحدة تحقّق تفاعلاً شعبياً مع قضية خطرة تمس كل فرد منا. خلال المؤتمر الدولي الرابع للموارد المائية والبيئة الجافة، الذي احتضنته جامعة الملك سعود الأسبوع الماضي، حذّر الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز من «النكبة المائية»، وكشف في كلمته أمام علماء وباحثين جاؤوا من 27 دولة، معلومات مخيفة هذا بعض منها: «بيّن الخبراء المتخصصون في الشؤون المائية، أن كارثة بيئية في شرق بلد عربي أدت إلى نفوق أكثر من 58 في المئة من الماشية خلال السنوات الخمس الماضية بسبب الجفاف، وأن حوالى نصف مليون نسمة غادروا المنطقة المتضررة في موجة هجرة تعد واحدة من أكبر موجات الهجرة الداخلية في تلك الدولة، وفي دولة أخرى يهجر المواطنون الريف بحثاً عن الأمن الغذائي، ويرى المعهد الدولي لبحوث سياسات الغذاء، أن ثلث سكان تلك الدولة يعيشون بلا أمن غذائي، وأنه من المحتمل أن تصبح عاصمتها أول عاصمة عربية تجف فيها موارد المياه بحلول العام 2050». هذه المعلومات مروعة، فإذا استعدنا في السعودية والخليج وضعنا المائي الداخلي... الفقير أساساً، ستصبح القضية أولوية، يضاف للفقر المائي، تلوث مياه البحار والمحيطات، وهي مصادر مياه التحلية التي نعتمد عليها. «كشف الأمير خالد بن سلطان في كلمته عن جزيرة نفايات عائمة في المحيط الهادي، تعادل مساحتها ضعف مساحة فرنسا». قبل عقد من الزمان، أطلق نائب الملك ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز مبادرة رائعة، تمثلت في جائزة سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه، التي احتفل بتوزيع جوائزها أخيراً، هذه المبادرة غيّرت واقعاً رسمياً في بلادنا، بالتركيز على الاهتمام العلمي بقضية استراتيجية، اتبعها الأمير خالد بن سلطان «رئيس مجلس الجائزة» بكرسي بحثي للمياه في جامعة الملك سعود. مع كل هذا لم تتحوّل القضية إلى هاجس عام، إلى قلق إيجابي. فما زلنا بعيدين عن التفاعل المطلوب. www.asuwayed.com