اجرى المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل محادثات مع الرئيس محمود عباس في رام الله امس قدم خلالها افكاراً غير رسمية في شأن عملية السلام، لكنه لم يحمل معه ضمانات اميركية كان عباس طالب بها. ومن المنتظر ان تعقد قمة فلسطينية - مصرية في القاهرة اليوم تسبق اجتماع لجنة المتابعة العربية التي قال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط انها ستطالب واشنطن بأن تضع ملامح رؤيتها للحل. واعلن ميتشل امس، في ختام لقاء طويل مع عباس، انه سيعود الى المنطقة قريبا لمواصلة جهوده الرامية الى التوصل الى اتفاق سلام، مكتفاً بالقول انه بحث والرئيس وفريقه في «طرق مختلفة» لدفع العملية السلمية. واوضح كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، عقب اللقاء، ان الادارة الاميركية «عرضت على الفلسطينيين افكارا» لدفع عملية السلام. واشار الى ان الجانب الفلسطيني عرض ايضا على ميتشل «مواقفه المستندة الى القرارات الشرعية الدولية» و«المتمثلة بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967، وان القدسالشرقية محتلة تماما كباقي الاراضي الفلسطينية» ووقف الاستيطان وسياسة الهدم والابعاد في القدس. وكشف مسؤولون فلسطينيون ان الجانب الاميركي قدم، قبل وصول ميتشل، ورقة غير رسمية تقترح البحث في الحدود بمشاركة مصر والاردن، و«حلا عادلا ومنطقيا للاجئين»، و«اتفاقا على تقاسم مصادر المياه»، و«البحث في مطالب الطرفين في القدس». لكنهم اضافوا ان الورقة لم تذكر حدود 1967، او الانسحاب الاسرائيلي الكامل من القدسالشرقية. وكان مسؤول فلسطيني صرح لوكالة «فرانس برس» قبل الاجتماع بأن عباس «ارسل مع عريقات رسالة الى الادارة الاميركية سلمها لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وطلب فيها ضمانات اميركية واجابات لاستفسارات عن اي مفاوضات مرتقبة مباشرة او غير مباشرة»، على ان تتضمن الضمانات «وقفا شاملا للاستيطان في الضفة والقدسالشرقية، وتوفير مرجعية سياسية واضحة تشمل اساسا انهاء الاحتلال على الاراضي الفلسطينية التي احتلت العام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية... ووجود قوة دولية ثالثة على الحدود الفلسطينية (المستقبلية) وحل جميع قضايا الحل النهائي، خصوصا قضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية». ومن المقرر ان يعقد عباس لقاء مع الرئيس حسني مبارك اليوم لاطلاعه على نتائج لقائه مع ميتشل، كما سيشارك في اجتماع لجنة المتابعة العربية. واكد وزير الخارجية المصري أن لجنة المتابعة العربية ستدعم الموقف الفلسطيني وستطالب الولاياتالمتحدة بأن تضع ملامح رؤيتها للحل أمام الطرفين، بما في ذلك تأكيدها أن خطوط العام 1967 ستشكل أساس حدود الدولة الفلسطينية، وأن الترتيبات الأمنية سيتولاها طرف ثالث، وأن القدسالشرقية ستكون للفلسطينيين. وعشية الاجتماع، أوضح أبو الغيط أن اللجنة ستستمع إلى عباس وتقويمه للوضع، مؤكدا أن هناك شعوراً عربياً بأن العرقلة والتعنت من جانب إسرائيل يجب كشفهما للرأي العام الدولي. واعتبر أن «الموقف ككل يبعث على القلق لأنه لا توجد مصلحة لأي طرف في إفشال الجهود الأميركية بل على العكس نحن نرغب في رؤية دور أميركي فاعل وقادر يدفع بالطرفين إلى أمام... لكن نعتقد بأن هناك حاجة للمزيد من الدعم الدولي وبالذات من جانب اللجنة الرباعية الدولية لتعزيز هذا الدور الأميركي».