طهران، بروكسيل، واشنطن – أ ب، رويترز، ا ف ب – أكدت طهران امس، أن إقالة وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي وتعيين رئيس «المنظمة الايرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي مكانه بالوكالة، لن تؤدي الى تغيير في سياستها الخارجية، متهمة وسائل إعلام غربية ب «السعي الى إحداث الفرقة» بين الايرانيين. وقال الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان برست: «السياسات الاستراتيجية لايران تُحدد على مستويات أعلى، والخارجية تنفذ هذه السياسات. لن نشهد أي تغيير في سياستنا الأساسية». واضاف: «أعتقد انه لن يحصل أي تغيير في السياسة النووية والمحادثات» مع الدول الست المعنية بالملف النووي الايراني. وفي اشارة الى المحادثات التي أجراها الطرفان في جنيف الاسبوع الماضي، قال مهمان برست: «حصل اتفاق على مواصلة المحادثات حول نقاط التعاون المشتركة. اذا جرت هذه المحادثات في الاطار المرتقب وفي جوّ خال من اي ضغوط وتصرفات غير عقلانية، ستتابع مجراها». ورفض الناطق شرح اسباب إعلان الرئيس محمود أحمدي نجاد اقالة متقي، خلال قيام الأخير بجولة في دول افريقية، لتسليم قادتها رسائل من الرئيس الايراني. وقال: «التغييرات في الأجهزة التنفيذية أمر طبيعي، ووزارة الخارجية ستتابع بكلّ اقتدار تنفيذ الخطوط العامة للسياسة الخارجية للبلاد». وشدد على ان «المسؤولين الإيرانيين ينظرون الى المسؤولية بوصفها فرصة لخدمة الشعب»، متهماً «الإعلام الاجنبي بالسعي الى إحداث الفرقة». وأضاف: «متقي تسلم منصب وزير الخارجية خلال نحو خمس سنوات، وعمل بكلّ جد ومن دون كلل لتحقيق أهداف السياسة الخارجية لإيران، والفترة التي خدم فيها شهدت نشاطاً وانجازات ضخمة، وسيكون مصدر خير وبركة في أي موقع أو مسؤولية جديدة سيتولاها». وأشاد مهمان برست بصالحي، معتبراً انه «مفكّر ومثقف ومؤمن وملمّ بأسس الديبلوماسية والاهداف العليا للسياسة الخارجية والمصالح الوطنية، وشخصية تحظى باحترام». في بروكسيل، توقعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين آشتون مواصلة المفاوضات بين الدول الست وايران، على رغم اقالة متقي. وقالت: «أتوقع ان تحصل المفاوضات في اسطنبول في كانون الثاني (يناير)» المقبل. واشارت الى موافقة الطرفين خلال محادثات جنيف على اجراء مزيد من المحادثات «لمناقشة افكار وسبل عملية للتعاون، من اجل تبديد المخاوف الاساسية في شأن المسألة النووية». اما وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون فتوقعت ايضاً ألا تؤثر اقالة متقي، على المفاوضات مع طهراهن. وقالت: «علاقاتنا بإيران ليست إزاء اي شخص معيّن. انها تتوجّه للبلاد والحكومة، وهي معقدة وتشكّل تحدياً، لأنها ليست مجرد قناة واحدة، بل ثمة قنوات عدة بسبب أسلوب تأسيس حكومتهم». واضافت: «سواء كان شخص ما أو آخر وزيراً للخارجية، ليس بأهمية سياسة الحكومة الايرانية التي تتعامل فيها مع المجتمع الدولي في شأن موضوع مهم». واعتبرت كلينتون ان محادثات جنيف شكّلت «انطلاقة جيدة، لا أكثر، لاستئناف جدي للمحادثات بين ايران والمجتمع الدولي»، مضيفة: «ما زلنا ملتزمين بمتابعة كل سبيل ديبلوماسي متاح لنا ولشركائنا الدوليين، من أجل حضّ ايران على التخلي عن برنامج الأسلحة النووية». في غضون ذلك، أجرى وزيرا الدفاع الاميركي روبرت غيتس والاسرائيلي ايهود باراك في واشنطن، محادثات «تناولت قضايا امنية ثنائية واقليمية، بما في ذلك التهديد الإيراني»، كما قال الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية جيف موريل الذي لفت الى ان لقاء الرجلين «هو الاجتماع السادس هذا العام».