اعلن قياديون انشقوا عن «الاتحاد الوطني الكردستاني» وانضموا الى التيار الذي يقوده نائب الامين العام السابق ل «الاتحاد» نوشيروان مصطفى عن تمسكهم بصفتهم القيادية في الحزب وتشكيلهم «قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني - جناح الاصلاح»، معتبرين أن أي قرار يتخذ من دونهم «غير شرعي». وأصدر «جناح الاصلاح» بياناً جاء فيه «بعدما عقدت الجماعة العليا في قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني اجتماعاً للقيادة من دون علمنا أو تبليغنا بعيداً عن اعراف الديموقراطية والمبادئ الحزبية، تزامناً مع اساليب هذه الجماعة بطرد الاعضاء والمناضلين ممن يؤيدون الاصلاح، نعلن أن هذه الجماعة ليست لها الشرعية في تقرير مصير القيادة اذ اننا نمثل ثلث اعضاء القيادة». وأضاف البيان «في الوقت الذي ننشر فيه هذا التوضيح لأعضاء الاتحاد وللرأي العام، ووسط محاولات الجماعة العليا في الاتحاد اعلان انشقاقنا عن الحزب، نؤكد أننا جزء لا يتجزأ من قيادة الاتحاد الوطني ومن دوننا فإن أي قرار يتخذ هو غير شرعي لحين عقد مؤتمر موسع في ظروف طبيعية وشفافة وانتخاب قيادة جديدة». من جهته قال القيادي في «الاتحاد الوطني الكردستاني - جناح الاصلاح» آسو علي في تصريح الى «الحياة» ان «اصدار هذا البيان جاء تعبيرا عن استنكارنا ورفضنا للاساليب التي تنتهجها قيادة الاتحاد الوطني. فنحن اعضاء قياديون ولم نتلق اي تبليغ لحضور اجتماع القيادة الذي عقد أخيراً، وهذا نعده اجراء غير مقبول». وأردف ان «القرارات التي تتخذها قيادة الحزب من دون الاخذ برأينا غير شرعية (...) هنالك الكثير من اعضاء الاتحاد ومؤازريه ممن التحقوا بجناح الاصلاح يتعرضون الى الطرد والابعاد بل وحتى الى قطع مرتباتهم الشهرية». وكانت اللجنة القيادية في «الاتحاد الوطني الكردستاني» عقدت اجتماعا الاثنين الماضي أكدت خلاله تمسكها بالاتفاق الاستراتيجي الموقع مع «الحزب الديموقراطي الكردستاني» فضلاً عن تجديد قرارها بتعريض كل من يعمل لصالح قائمة أخرى غير «القائمة الكردستانية» المشكلة من الحزبين الرئيسيين الى المساءلة. وأجرت القيادة تعديلات على رئاسة مكتبيها للعلاقات الخارجية والكردستانية، حيث عينت القيادي سعدي بيرة مسؤولاً لمكتب العلاقات الخارجية بدلا من شمال عبدالوفاء، ومحمود حاجي صالح مسؤولا لمكتب العلاقات الكردستانية بدلا من كوردو قاسم. ويواجه «الاتحاد الوطني الكردستاني» بقيادة جلال طالباني أزمة داخلية حادة اثر اعلان نائب الامين العام السابق ل «الاتحاد» نوشيروان مصطفى تشكيل قائمة جديدة في انتخابات برلمان كردستان العراق المقرر اجراؤها في 25 تموز (يوليو) المقبل تحت اسم «التغيير» والتحق به عدد من كوادر «الاتحاد». الى ذلك، نشرت وسائل اعلام كردية اسماء مرشحي «القائمة الكردستانية» لعضوية برلمان كردستان العراق تضم 100 اسم موزعة على مرشحين من المحافظات الثلاث، (اربيل والسليمانية ودهوك)، ويترأس القائمة نائب الامين العام ل «الاتحاد الوطني الكردستاني» برهم صالح. ويتألف برلمان كردستان العراق من 111 مقعداً، بينها 11 مقعداً مخصصة الى المسيحيين والتركمان بموجب نظام التمثيل النسبي. الى ذلك، أعلنت المفوضية المستقلة للانتخابات في العراق أمس ان هناك 6 مرشحين يتنافسون على رئاسة اقليم كردستان في الانتخابات المقبلة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن رئيسة الادارة الانتخابية في الاقليم حمدية الحسيني ان «أسماء المرشحين ال6 سترسل الى وزارة داخلية الاقليم للتحقق من الشروط المتوفرة قبل ارسالها الى مجلس المفوضية في بغداد بغرض المصادقة». واضافت: «ستكون هناك عملية قرعة في مجلس المفوضية لاعطاء الارقام الانتخابية للمرشحين» مشيرة الى ان «الحملة الانتخابية ستبدأ بعد المصادقة على اسماء المرشحين». وانتهى موعد تقديم طلبات الترشيح مساء الاثنين الماضي. والمرشحون هم مسعود بارزاني (رئيس الاقليم) وهلو ابراهيم احمد ( شقيق زوجة جلال طالباني)، والاكاديمي كمال ميراودلي المقيم في لندن، والتاجر حسين كرمياني، واحمد كورده وسفين الحاج محمد. من جهته قال القيادي البارز في «الاتحاد الوطني» ملاّ بختيار في اتصال مع «الحياة» امس ان «البيان الذي اصدره القياديون في الاتحاد يمثل ردة فعل نتعامل معها على وفق مسؤوليتنا». واضاف ان «القياديين الذين اصدروا البيان تم تجميد عضويتهم في الاتحاد الوطني ولم يطردوا»، موضحاً ان «تجميد العضوية سيستمر حتى عقد مؤتمر الحزب بعد شهور، لأن من صلاحية مؤتمر الحزب تقرير مصيرهم». وزاد بختيار ان «الحديث عن تشكيل المنشقين ثلث قيادة الحزب وانهم يملكون شرعية لا يملكها الثلثان الآخران في القيادة دليل مضاف على القرارات والتصريحات الانفعالية التي اوردوها». وزاد: «نحن مستعدون للحوار معهم لحل المشكلة شرط مراجعة سياساتهم التي قادت الى تحذيرهم قبل 3 اسابيع من لجوء القيادة العليا للحزب الى تجميد عضويتهم». واضاف «كانوا يعلمون مسبقا ان عضويتهم مجمدة بسبب مواقفهم السياسية الاخيرة والانتقادات التي وجهوها الى الاتحاد الوطني الكردستاني».