احتفل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ونائب رئيس حكومته عبدالله بن حمد العطية بوصول إنتاج قطر من الغاز الطبيعي المسال الى 77 مليون طن سنوياً هذا الأسبوع. وهذا الإنتاج بحسب رئيس شركة «توتال» الفرنسية كريستوف دومار جوري يمثل أكثر من ضعف استهلاك فرنسا التي يبلغ سكانها 65 مليوناً، وقطر تمثل مع إيران الاحتياطي الثاني العالمي بعد روسيا من الغاز الطبيعي المسال. ولكن الفرق بين قطر وإيران أن قطر طورت خلال 18 سنة هذه الطاقة النظيفة التي جعلت من دولة صغيرة خليجية مركزاً عالمياً ليس فقط لتصدير الطاقة والصناعات المختلفة ولكن أيضاً محطة دولية لنشاطات ثقافية ورياضية مثل بطولة العالم لكرة القدم في 2022. فهذه الدولة الصغيرة استطاعت بفضل ثروتها الطبيعية وبفضل رؤية أميرها وحكومته أن تبني موقعاً مهماً على الصعيد الدولي على جميع الاصعدة في حين أن جارتها الكبرى إيران التي تملك احتياطياً مماثلاً من الغاز الطبيعي المسال وعدد سكانها 70 مليوناً تستورد حالياً كميات كبرى من الغاز من تركمانستان لاستهلاكها الداخلي. فإيران التي تملك حقلاً ضخماً للغاز هو امتداد لحقل الشمال في قطر فضلت نشر الثورة وتصديرها على الاهتمام بشعبها وبثرواتها الطبيعية واستغلالها لخدمة شعب كبير يبحث عن حياة آمنة ومسالمة لا عن مواجهة مع جيرانه ومع العالم. واللافت كان أنه بعد ساعات قليلة من احتفال قطر بالوصول الى طاقة إنتاجية من الغاز الطبيعي المسال ب 77 مليون طن سنوياًً صدر عن الوكالة الإيرانية الوطنية للصحافة بيان تقول فيه إن جميع مراحل تطوير غاز حقل جنوب بارس ستبدأ العمل في نيسان (أبريل) 2014 وقال مدير لشركة «بارس» للنفط والغاز إن استغلال الغاز في إيران سيكون في غضون ثلاث سنوات مماثلاً لإنتاج قطر. من الصعب أن يصدق إنسان عاقل أن دولة مثل إيران تخضع لعقوبات اقتصادية صارمة تمنع أي شركة عالمية من العمل فيها ستتمكن من التوصل الى ما قامت به قطر بعد جهد مستمر وتعاون جميع الشركات العملاقة العالمية على صعيد الاكتشافات والإنتاج وبناء المعامل. فقطر دولة صغيرة مسالمة وغنية وإيران دولة كبرى وغنية ولكن نظامها اختار المواجهة فضلاً عن الاستفادة من ثروة البلد لتحسين حياة شعبه. وفي كل الأحوال فكل خبراء النفط والغاز في الشركات العالمية يقولون انه بعد عشر أو خمس عشرة سنة سينقص عرض الغاز الطبيعي المسال في العالم. ويقول مسؤول كبير في شركة نفطية عالمية إن الغاز والنفط سيستمران لعمر طويل ولكن لن يكفيان لاستهلاك الطاقة في العالم، لذا ينبغي التفكير في البحث عن مصادر طاقة إضافية. ومن المتوقع أن تبقى أسعار النفط والطاقة عموماً مرتفعة على المدى الطويل وان تتوافر كميات ضخمة من الغاز في العالم. وعلى رغم الغاز الحجري في الولاياتالمتحدة المتوفر الآن بكميات ضخمة فمستقبل الغاز كطاقة نظيفة متوافرة هو مستقبل زاهر بحسب الشركات العالمية. فأحلام الدول الصناعية بالتخفيف من انبعاثات غاز الكاربون من أجل حماية البيئة لا يمكن أن تتحقق عبر تطوير الطاقة البديلة فقط لأنها تبقى نسبياً صغيرة جداً، فالغاز الطبيعي المسال والغاز عموماً هو طاقة نظيفة واعدة للمستقبل. والدول التي لم تتأخر في استغلاله مثل قطر انتهجت الطريق الصحيح، أما النظام الإيراني الذي يستورد الغاز فهو يهدر ثرواته الطبيعية!