تيمور عبد الوهاب الانتحاري الذي نفذ اعتداء ستوكهولم السبت الماضي لم يكن في السويد التي وصلها طفلا مهاجرا مع اهله سوى ذلك الشاب اللطيف المعشر المحب للحياة المندمج تماما في مجتمعه الجديد. الا ان انتقاله الى بريطانيا لمواصلة تعليمه قلب تصرفاته رأسا على عقب وحوله الى اسلامي متشدد. وتقول السلطات السويدية ان تيمور عبد الوهاب من مواليد العام 1981 في الشرق الاوسط حيث امضى السنوات الاولى من طفولته، قبل ان ينتقل الى السويد مع اهله العام 1991 حيث نالوا الجنسية السويدية العام 1992. وتقول صحيفة اكسبرسن السويدية ان تيمور عبد الوهاب كان سيتم التاسعة والعشرين من العمر الاحد الماضي اي غداة تنفيذه عمليته الانتحارية. عندما وصل الى السويد كان في العاشرة من العمر "ولم يخطر ببال احد ان ماضيه كان مختلفا عن ماضي الاخرين، كان يشبه الجميع حوله" بحسب ما نقل للصحيفة شاب عاشر تيمور خلال اقامته في السويد. امضى مراهقته في السويد مع والده ووالدته وشقيقتيه في مدينة تراناس الصغيرة الواقعة على بعد نحو 200 كلم جنوب ستوكهولم حيث دخل المدرسة كما تظهر صورة له نشرتها صحيفة اكسبرسن، وهي لمراهق خفيف الظل يرتدي الكاسكيت البيضاء التي يرتديها عادة التلامذة السويديون. وقال جان جالابيان الذي عرف تيمور خلال سني المراهقة "كان مثله مثل اي مراهق آخر، يحب الحياة، له كثير من الاصدقاء، يخرج ويحتفل مثل الجميع، يشرب الكحول وله صديقات". وقالت احدى مدرساته لصحيفة افتونبلاديت انه كان يتكلم السويدية بطلاقة "وكان خلوقا ووديا". في العام 2001 غادر تيمور السويد لمتابعة تعليمه كمعالج فيزيائي رياضي في جامعة بدفوردشاير في لوتن في بريطانيا. انهى دروسه هذه العام 2004 ولدى عودته الى السويد العام 2005 كان شخصا مختلفا بحسب ما يكشف المقربون منه. واضافة الى اللحية التي عاد بها الى السويد من بريطانيا "كان شخصا آخر منغلقا" بحسب ما يروي لصحيفة اكسبرسن صديق للعائلة، اكد ان تيمور تحول الى مسلم متشدد اثر اتصاله بامام مصري في مسجد لوتن. والمعروف عن هذه المدينة البريطانية الواقعة على بعد 50 كلم شمال لندن انها شهدت كثيرا من المواجهات بين متطرفين اسلاميين وناشطين من اليمين المتطرف خلال السنوات القليلة الماضية. لم يستقر في السويد سوى بضعة اشهر قبل ان يعود الى بريطانيا حيث اقام وحيث لا يزال اولاده وزوجته يعيشون حتى الان بحسب ما قال النائب العام السويدي توماس لندستراند. ويقول زميل اخر لتيمور في الدراسة لصحيفة اكسبرسن "ما اعرفه انه اصبح متدينا جدا في بريطانيا". وعمل تيمور عبد الوهاب على اخفاء شخصيته الجديدة على اهله واقاربه حتى اللحظة الاخيرة ما دفعه الى طلب المغفرة منهم. وكتب تيمور في رسالة الكترونية تلقاها جهاز الاستخبارات السويدي (سابو) ووكالة تي تي للانباء قبل دقائق معدودة من الانفجارين في ستوكهولم، وهي موجهة الى اهله "كان من المستحيل ان اقول لكم من انا فعليا. لم يكن من السهل علي ان اعيش خلال السنوات الاربع الاخيرة وانا احمل هذا السر اي ان اكون كما تقولون ارهابيا". وتنقل صحيفة اكسبرسن ايضا ان تيمور نشر طلب زواج على موقع اسلامي جاء فيه انه يبحث "عن امرأة ملتزمة لا تعارض وجود زوجة اخرى معها". فقد كان تزوج العام 2004 من السويدية منى البالغة حاليا الثامنة والعشرين من العمر ورزق منها ثلاثة اولاد بحسب الصحافة البريطانية. وكان تيمور ينشر على صفحته على موقع الفايسبوك آراءه الدينية المتشددة وشرائط فيديو اسلامية وصلوات وفق افتونبلاديت. والاثنين لم يكن بالامكان الدخول الى صفحته على الفايسبوك وكان الجواب "غير موجود". ويروي احد جيرانه في بريطانيا لصحيفة الصن انه كان يبدو "رب العائلة الطيب الذي يعيش حياة عادية" موضحا انه "كان يعمل في محل لبيع السجاد". وخلال الاسابيع القليلة الماضية، شوهد كثيرا في مدينة تراناس السويدية التي شب فيها، ولاحظ بعض جيرانه استخدامه لسيارة اودي بيضاء تبين انها هي نفسها التي احترقت نتيجة الانفجار الاول الذي وقع السبت في ستوكهولم واوقع جريحين.