كشفت بلدية محافظة القطيف أمس (الإثنين) عن نيتها إعادة تشييد سوق الخميس القديمة، لتكون معلماً تراثياً يحمل هوية القطيف، إضافة إلى بناء مقهى الغراب الشعبي في القلعة، ومشاريع أخرى لتطوير مواقع تراثية قديمة، موضحة أنها وضعت دراسات لإعادة تشييد مواقع قديمة في المحافظة. وتكتسب سوق الخميس أهمية كبيرة، لكونها «معلماً سياحياً واقتصادياً» للمنطقة الشرقية، وتعود إلى نحو قرنين. واعتاد زوارها على موعدها الباكر، الذي يبدأ من أولى لحظات الفجر، حتى موعد زوال الشمس. وتقع السوق على أرض مظللة مساحتها 30 ألف متر، موزعة على أكثر من 350 بائعاً. وكانت السوق انتقلت إلى موقعها الحالي بعد أن كانت في وسط المدينة. فيما أسهم التمدد العمراني في استقرار الباعة في هذا المكان، بعد أن هيأت لهم بلدية محافظة القطيف، هذه المساحة منذ حوالى ثلاثة عقود. وتتضمن أركاناً مختلفة، تتنوع بين المشغولات اليدوية والتراثية، والمقتنيات التاريخية النادرة، والأحجار الكريمة، وكذلك الملابس الجاهزة، التي تباع بأسعار زهيدة. قيما يحتل باعة الفواكه والخضراوات ومنتجات زراعية محلية، ركناً مهماً في هذه السوق. وتحوي السوق ركناً خاصاً لبيع الحيوانات الأليفة، مثل: الحمام، والطيور بمختلف أنواعها. وكذلك الأفاعي والعقارب، وبعض الحشرات والحيوانات الغريبة. وتمتاز السوق منذ سنوات بكثرة مرتاديها، الذين يقدرون بأكثر من 15 ألف زائر. وتزور السوق جاليات أجنبية وجنسيات أوروبية وأميركية تحديداً، لشراء المنتجات المحلية، واقتناء التحف والقطع الأثرية. ويبعد مقهى الغراب أقل من 500 متر عن السوق، وشيد قبل أكثر من نصف قرن، ويحتل مكانة بارزة في تاريخ القطيف، حتى إن العلامة الشيخ حمد الجاسر وصفه في أحد كتبه بأنه «قهوة شهيرة في القطيف، وهي ملتقى الأدباء والتجّار والأعيان وشيوخ القبائل، وهي عبارة عن دهليز مستطيل المدخل كان متصلاً بسوق الخميس». قبل أن تنتقل السوق إلى مقرها الحالي. ويعج المقهى حالياً، بكبار السن والمتقاعدين، إضافة إلى وجوه شابة، لشرب الشاي والقهوة، والحديث عن الذكريات القديمة، إلا أن عدداً من الرواد لا يزال يلتزم بالحضور صباحاً، لسماع الأخبار المختلفة، في استمرار لعادة قديمة حين كان مذياع المقهى واحداً من 10 في القطيف كلها. ثلاثة مواقع استثمارية إلى ذلك، أنهت بلدية القطيف إجراءات ترسية ثلاثة مواقع استثمارية تتضمن أسواقاً ومحالاً قديمة خلال الأسبوع الماضي، فيما رفعت ملفات موقعين آخرين إلى وزارة الشؤون البلدية والقروية لاستكمال إجراءات الترسية. وقال رئيس البلدية المهندس زياد مغربل، في بيان أمس (الإثنين)، إن إيرادات المواقع الخمسة القديمة تقدر بحوالى 500 ألف ريال سنوياً، لافتاً إلى أن العقود المبرمة مع المستثمرين تنص على الاستثمار بين 15 و25 عاماً. وأبان أن المواقع التي أنجزت هي شرق مبنى شركة الاتصالات في حي الدخل المحدود، وتبلغ مساحته 3400 متر مربع، فيما يقع الموقع الآخر غرب مبنى الدفاع المدني في الدخل المحدود على مساحة ثلاثة آلاف متر مربع، ويقع الثالث في حي البحر بجوار مبنى الجمعية الخيرية في القطيف، وتبلغ مساحته 2400 متر مربع. وذكر مغربل أن إدارة الاستثمار رفعت ملفات موقعين آخرين لاستكمال إجراءات الترسية، مضيفاً أن «البلدية تسعى للحصول على موافقة وزير الشؤون البلدية والقروية للمضي قدماً في إجراءات الترسية، نظراً إلى كونها ضمن العطاءات الوحيدة التي لم يتقدم لاستثمارها أكثر من مستثمر. وأوضح أن أحد الموقعين في حي المناخ، وتبلغ مساحته 1100 متر مربع، فيما الآخر في حي الرابعة، وتقدر مساحته ب3200 متر مربع. وأشار رئيس البلدية إلى أن العقد المبرم مع المستثمرين في المواقع الثلاثة الأولى ينص على إزالة المباني القديمة الآيلة للسقوط، والشروع في إقامة مبان حديثة متواكبة مع التطوير العمراني، مبيناً أن المباني المشيدة تحوي محال تجارية لممارسة أنشطة اقتصادية تخدم تلك الأحياء الواقعة فيها.