يتوقع أن تبلغ قيمة مشاريع السياحة والسفر المعلن عنها في منطقة الشرق الأوسط 4 تريليونات دولار، وأن توظف 86 بليوناً لتطوير مطارات، و7 بلايين لاستثمارها في مشاريع فندقية، وفق تقرير حديث لشركة «أماديوس» المختصة في الحلول التقنية والتوزيع في قطاع السياحة والسفر. ورجّح التقرير أن يتضاعف عدد سياحها إلى 136 مليوناً بحلول عام 2020، وأن يحتل مطار دبي الدولي المركز ال 11 من حيث حركة المسافرين هذا العام. وأفادت الشركة في بيان أمس بأن «المنطقة باتت على بعد خطوات من أن تصبح مركز السفر الأبرز عالمياً». وأبرزت «أماديوس» التي أوكلت مهمة إعداد هذه الدراسة، إلى شركة الاستشارات الإدارية «إنسايتس للاستشارات الإدارية» التي تتخذ من أبو ظبي مقراً، وشركة «إتش 2 سي كونسلتنغ» مقدمة حلول التسويق والتوزيع في قطاع الضيافة، مجموعة العوامل التي تتيح للمنطقة الإفادة من الموجة التالية للعولمة التي تقودها الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند وأميركا اللاتينية وأفريقيا، وتشمل الموقع الجغرافي للمنطقة الذي يتوسط الطرق الجوية الرئيسة، ونموها الاقتصادي المتزايد الذي يقارن بنمو مجموعة الثماني، والاستثمارات الكبرى المخطط لها في قطاع السفر، منها مطارات تبلغ تكلفتها التقديرية 68 بليون دولار. وأكد التقرير أن «الاستثمار في قطاعات السفر والضيافة والطيران سيمكن الشرق الأوسط من تنويع موارده الاقتصادية عبر خطط للتوسع في أنشطة السياحة محلياً وإقليمياً وعالمياً»، مرجحاً أن «تكون السياحة الدينية في السعودية عاملاً رئيساً جديداً لجني عائدات خصوصاً أنها حققت في عام 2009 أكثر من 7 بلايين دولار من زوار الأماكن الدينية الذين يتوقع أن تزيد أعدادهم من 12 مليون زائر في عام 2009 إلى 15 مليوناً في عام 2013، وسيساهم ظهور عدد من شركات الطيران الاقتصادي في دعم هذه الموجة». وأكد التقرير أن «دول المنطقة تحتاج إلى تحقيق تكامل وشفافية، يشمل صياغة إطار تنظيمي مشترك في كل أنحائها يحوي أحكام التأشيرات والهجرة ومراقبة الحركة الجوية»، داعياً إلى «تحقيق قدر أكبر من الشفافية المالية لا سيما من جانب شركات الطيران التي تحتاج إلى تأكيد استقلاليتها وعدم اعتمادها على المساعدات الحكومية»، معتبراً أن «شركات الطيران االكبرى يمكنها تحقيق الكثير في حال انضمامها إلى تحالفات عالمية أو إبرامها اتفاقات الرمز المشترك مع الشركات الشرق الأوسطية». وقال نائب رئيس «أماديوس» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أنطوان مدور: «تمتاز المنطقة عن غيرها من المناطق بأنها تشكل حلقة وصل تربط بين الكثير من الوجهات العالمية الرئيسة برحلة جوية واحدة، بفضل ما يكرسه قادة الأعمال والسياسة من تفانٍ وطموح وابتكار للوصل إلى هذه الغاية». وأضاف: «تواصل المنطقة عموماً تركيزها على التخطيط الاستراتيجي والأنشطة الاستثمارية الطموحة، مع الحرص على تبني أحدث التقنيات، ما يؤهلها لتحقيق قفزة تنافسية كبيرة تضمن لها قيادة الموجة المقبلة من العولمة»، مؤكداً أن «الهدف المتمثل في أن تكون منطقة الشرق الأوسط مركز السفر الأبرز عالمياً بحلول عام 2025 أصبح اليوم بين أيدينا على رغم عقبات عدة». وقالت الشريك الإداري في شركة «إنسايتس للاستشارات الإدارية» منى فرج: «الركود الذي لحق بمشاريع تطوير مراكز السفر العالمية الحالية، يبرز الحاجة إلى تطوير مراكز سفر جديدة، وتشكل منطقة الشرق الأوسط الخيار الأمثل نظراً الى الميزات التي تتسم بها من حيث الموقع الجغرافي الاستراتيجي والنمو القوي في الناتج المحلي، إلا أنها تحتاج إلى العمل بجد لجذب فئات جديدة من المسافرين من رجال الأعمال والسياح».