قال مسؤول أميركي في إدارة الرئيس دونالد ترامب، إن الهجوم الكيماوي على ريف إدلب أول من أمس يحمل «بصمات» نظام الرئيس بشار الأسد، لكن أشار إلى أن الرؤية التي عبر عنها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون وتضمنت التعاطي مع الأسد كأمر واقع لا تزال سارية وإعطاء الأولوية لمحاربة «داعش». وقال مسؤول في الاستخبارات الأميركية إن هجوم الغاز السام المشتبه به في محافظة إدلب السورية «يحمل بصمات» حكومة الأسد. وأضاف: «إن كان النظام السوري مسؤولاً فعلاً عن ارتكاب هذا الهجوم فإن أرقام الضحايا المبلغ عنها سيجعله أكبر حادث من نوعه منذ هجوم للنظام السوري بغاز السارين في أغسطس (آب) 2013 على ضواحي دمشق». وكان مدير الصحة في إدلب الخاضعة للمعارضة قال، إن أكثر من 50 شخصاً قتلوا في هجوم بالغاز وأصيب 300 آخرون. وقال مصدران بالحكومة الأميركية إن العنصر الكيماوي المستخدم في الهجوم هو السارين. وندد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلثاء بالهجوم، وأنحى باللائمة فيه على الرئيس السوري بشار الأسد، لكنه لم يقل كيف سيرد على رغم نداءات من فرنسا بأن تكون الزعامة الأميركية أشد قوة. وقال ترامب إن الهجوم الذي وقع في محافظة إدلب السورية «غير مقبول ولا يمكن للعالم المتحضر أن يتجاهله» على رغم أنه سعى أيضاً لتوجيه اللوم لسلفه باراك أوباما. وأضاف ترامب في بيان: «هذه الأفعال الشائنة التي يقوم بها نظام بشار الأسد هي نتيجة لضعف الإدارة السابقة وافتقارها للحزم... الرئيس أوباما قال في 2012 إنه سيضع (خطاً أحمر) ضد استخدام الأسلحة الكيماوية ولم يفعل شيئاً». ونفى الجيش النظامي السوري المسؤولية، وقال إنه لم يستخدم قط أسلحة كيماوية. وقال مسؤول كبير في إدارة ترامب الثلثاء، إن الحكومة تنظر في خيارات سياسية بعد الهجوم في إدلب، لكن تلك الخيارات محدودة، وإن الرؤية التي عبر عنها تيلرسون ومندوبة أميركا في الأممالمتحدة نيكي هايلي لا تزال قائمة. من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت، إن الهجوم الكيماوي الذي يشتبه في أن قوات الحكومة السورية نفذته يعد وسيلة اختبار للإدارة الأميركية الجديدة، وإنه حان الوقت لأن توضح واشنطن موقفها في شأن الأسد. وقال إرولت: «السؤال، الذي يحتاج جواباً بنعم أو لا، يهدف لمعرفة ما إذا كان الأميركيون يدعمون انتقالاً سياسياً في سورية، وهو ما يعني تنظيم هذا الانتقال، وإجراء انتخابات وفي نهاية العملية... يتم طرح السؤال في شأن رحيل الأسد». ووصفت بسمة قضماني العضو بالمعارضة السورية الهجوم الكيماوي بأنه «نتيجة مباشرة» للتصريحات الأميركية في الآونة الأخيرة بأن الولاياتالمتحدة لا تركز على إزاحة الأسد عن السلطة. وقال مسؤول أميركي كبير آخر، إن دولاً حليفة للمعارضة بينها تركيا أشارت إلى أن تنظيم «داعش» يحتل أولوية كبرى عن الإطاحة بالأسد، وإن إزاحة الرئيس السوري لن تؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى في المنطقة.