استُنفرت القاهرة وعواصم عربية ودولية لإدانة استهداف الكنيستين في طنطا والإسكندرية أمس، وسط تجدد المطالب بتعديلات قانونية تغلظ العقوبات على الجماعات الإرهابية، وتسمح بمحاكمة عناصرها أمام المحاكم العسكرية. ومن المقرر أن يعقد البرلمان جلسة طارئة لمناقشة هذا الأمر، وسط استنفار برلماني لتمرير التعديلات. وكشف ائتلاف «دعم مصر»، الذي يمتلك الغالبية البرلمانية، في بيان عن اتصالات لسرعة مناقشة تعديلات قانون الإجراءات الجنائية. وفي إطار ردود الفعل، دان بابا الفاتيكان فرانسيس، الذي يستعد لزيارة القاهرة أواخر الشهر، «الهجوم الإرهابي الإجرامي»، داعياً الإرهابيين وصانعي الأسلحة ومهربيها إلى «التوقف». وقال في ختام عظته لمناسبة أحد السعف أمام عشرات الآلاف في ساحة القديس بطرس: «أصلي من أجل القتلى والضحايا. أدعو الرب أن يهدي قلوب من بثوا الرعب والعنف والقتل، وكذلك قلوب من ينتجون ويهربون الأسلحة»، قبل أن يقدم تعازيه الحارة إلى جميع المصريين والى رئيس الكنيسة القبطية. وأكد الرئيس فرانسوا هولاند تضامن بلاده ب «شكل كامل مع مصر في المِحنة الشديدة التي تشهدها»، وأنها «تحشد كل قواها بالتعاون مع السلطات المصرية لمكافحة الإرهاب». وذكرت الرئاسة الفرنسية في بيان أن هولاند «تلقى بحزن نبأ الحادث الشنيع»، معتبراً أن مصر «استهدفت مجدداً من الإرهابيين الذين يريدون النيل من وحدتها وتنوعها». وقدم رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف تعازيه إلى نظيره المصري شريف إسماعيل، مشدداً على ضرورة أن يتحمل منفذو هذا العمل البربري أقسى درجات العقاب. وقال في برقية عزاء: «باسم حكومة روسيا الاتحادية وباسمي أنا شخصياً، أعرب عن عميق مواساتي بسبب سقوط عدد كبير من الضحايا نتيجة الانفجار، ولا يمكن أن يكون لهذه الجريمة البربرية مبرر»، مؤكداً أنه يجب أن يتحمل المسؤولون عن تنظيمها عقاباً شديداً. عربياً، أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في برقية عزاء عن «إدانتنا واستنكارنا الشديدين هذين العمليْن الإرهابيين الإجراميين الآثمين، مؤكدين وقوف المملكة العربية السعودية مع جمهورية مصر العربية وشعبها الشقيق ضد كل من يحاول النيل من أمنها واستقرارها، ونبعث لفخامتكم ولشعب جمهورية مصر العربية الشقيق ولأسر الضحايا باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية وباسمنا خالص التعازي وصادق المواساة، راجين لذويهم جميل الصبر وحسن العزاء، ومتمنين للمصابين الشفاء العاجل». كما بعث ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، برقية عزاء مماثلة، قال فيها: «أبعث لفخامتكم ولأسر الضحايا ولشعب جمهورية مصر العربية الشقيق أحر التعازي، وأصدق المواساة، سائلاً المولى العلي القدير أن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، إنه سميع مجيب». وفي برقية عزاء مماثلة للسيسي، قال ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان: «أبعث لفخامتكم ولأسر الضحايا ولشعبكم الشقيق أحر التعازي والمواساة، سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يحفظكم من كل مكروه» من جانبه، دان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني التفجير الإرهابي، معرباً في برقية بعث بها إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي عن استنكاره الشديد «هذا العمل الجبان»، وأكد وقوف الأردن وتضامنه مع الشقيقة مصر في جهودها لمحاربة الإرهاب، والحفاظ على أمنها واستقرارها. ودانت دولة الإماراتالمتحدة بشدة «الجريمة الإرهابية الآثمة»، وأكد وزير خارجيتها الشيخ عبدالله بن زايد تضامن بلاده مع مصر في مواجهة «هذا العمل الإجرامي الخبيث». كما تلقى السيسي برقية تعزية مماثلة من رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد، وأخرى من كل من نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد. وبالمثل، دانت مملكة البحرين بشدة «الهجوم الإرهابي الآثم»، وأكدت وزارة خارجيتها في بيان تضامنها الكامل مع مصر في مواجهة الإرهاب بكل صوره وأشكاله، ودعمها التام في كل ما تتخذه من تدابير وإجراءات رادعة للحفاظ على الأمن والاستقرار. وشددت على أن «هذا العمل الإجرامي لن ينجح أبداً من النيل من وحدة المجتمع المصري وصلابته، وأن الشعب المصري الشقيق الذي كان وسيظل نسيجاً واحداً قادر بتماسكه على دحر الإرهاب واستئصاله». وجددت موقفها الثابت الرافض للعنف والتطرف والإرهاب، ودعوتها المجتمع الدولي إلى توثيق التعاون وتعزيز الجهود الرامية إلى اجتثاث هذه الظاهرة الخطيرة من جذورها والقضاء على مسبباتها وتجفيف منابع تمويلها. كما دانت وزارة الخارجية العراقية بأشد العبارات «الهجوم الإرهابي الإجرامي»، معربة عن «مشاركتها شعب مصر الشقيقة وحكومتها مشاعر الألم والحزن بهذه الجريمة النكراء». وأضافت في بيان أن العراق «يعلن تضامنه الكامل مع مصر ووقوفه معها في الخندق ذاته لمواجهة الإرهاب الذي يستهدف أمنها الداخلي وسلامة مواطنيها». وكررت دعوتها إلى المزيد من تنسيق الجهود الدولية والإقليمية للضرب بيد من حديد على كل الأوكار والحواضن الفكرية للتنظيمات المتبنية منهج التطرف والتكفير وقطع كل مصادر دعمها وتمويلها ومنابر الإعلام المروجة لخطابها. ودان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط بأشد العبارات «الانفجار الإرهابي»، وأكد تضامنه الكامل مع حكومة مصر وشعبها في مواجهة مثل هذه العمليات الإرهابية الجبانة، ومساندته جهود السلطات المصرية في تعقب مرتكبي الجريمة. ودان الأزهر الشريف بشدة «التفجير الإرهابي الخسيس» الذي «يمثل جريمة بشعة في حق المصريين جميعاً»، مشدداً على أن «المستهدف من هذا التفجير الإرهابي الجبان هو زعزعة أمن مصرنا العزيزة واستقرارها ووحدة الشعب المصري، الأمر الذي يتطلب تكاتف كل مكونات الشعب». وأكد تضامنه مع الكنيسة المصرية في مواجهة الإرهاب، وثقته الكبيرة في قدرة رجال الأمن على تعقب الجناة وتقديمهم إلى العدالة الناجزة. وأعرب شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب عن خالص تعازيه للبابا تواضروس الثاني والكنيسة المصرية، وللشعب المصري، ولأسر الضحايا، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين. ودان الرئيس محمود عباس الأحداث الدامية، مؤكداً «تضامن الشعب الفلسطيني وقيادته ووقوفهم الكامل مع الشعب المصري وقيادته وجيشه العظيم ضد الإرهاب الأعمى الذي يستهدف مصر ودورها الطليعي». وأعربت قطر عن استنكارها الشديد ما حدث، وقالت وزارة الخارجية في بيان: «نجدد التأكيد على موقف دولة قطر الثابت من رفض العنف والإرهاب مهما كانت الدوافع أو الأسباب».