يغزو الشيب الرؤوس من دون ميعاد أو سابق إنذار فيزعج البعض منا لقدوم هذا الضيف غير المرغوب فيه، والبعض يعتبره وقاراً للرجال، ولكن قد يخفي الشيب وراءه أمراضاً خطرة. وكشفت دراسة حديثة أن شيب الشعر مرتبط بتنامي خطر الإصابة بأمراض قلبية، بسبب الأضرار التي تلحق بالشرايين التي تغذي القلب بالدم. وبحسب ما ذكر موقع "بي بي سي"، فإن العلماء يرجحون أن بعض الآليات البيولوجية المؤدية إلى أمراض في الشرايين التاجية مسؤولة أيضاً عن ابيضاض الشعر. ومن بين تلك الآليات البيولوجية تناقص صيانة الحمض النووي والإجهاد المؤكسد وبعض الإلتهابات والتغيرات الهرمونية وتوقف النمو الخلوي. وتقول المختصة في أمراض القلب في "جامعة القاهرة" الدكتورة إيريني صامويل إن "أمراض الشرايين وشيب الشعر يحدثان من خلال مسارات بيولوجية مماثلة، واحتمال حدوث كليهما يزداد مع السن". وأضافت صامويل بأن نتائج الدراسة تشير إلى أنه "بغض النظر عن السن الزمني، فإن الشيب يشير إلى السن البيولوجي، وقد يكون إنذارا بازدياد خطر أمراض القلب والشرايين". واعتمد الباحثون في جامعة القاهرة على 545 رجلاً بالغاً خضعوا لاختبارات على الشرايين وعلى نسبة الشيب ودرجة ابيضاضه، وتوصلت الدراسة إلى أن ارتفاع درجة ابيضاض الشعر متناسقة مع ارتفاع نسبة تضرر الشرايين. ولكن أكدت صامويل أن "هناك حاجة إلى مزيد من البحث في هذا الإطار بالتعاون مع أخصائيي الجلد لتضمين الدراسة كل العوامل الوراثية والبيئية المؤدية إلى الشيب". وتضيف الدكتورة صامويل أن "دراسة أوسع تضم نساء أيضًا ضرورية لبحث الارتباط بين الشيب وأمراض القلب والشرايين لدى أشخاص لا توجد لديهم عوامل أخرى لتلك الأمراض". وقُدمت الدراسة خلال اللقاء السنوي للجمعية الأوروبية لأمراض القلب في مالاغا الإسبانية. قالت إيميلي ريف، من مؤسسة القلب البريطانية إن "أمراض الشرايين وشيب الشعر كلها أعراض للتقدم في السن، لكننا بحاجة إلى دراسة أوسع قبل أن نستخدم لون الشعر كمقياس لاحتمال الإصابة بأمراض القلب والشرايين". ونصحت ريف كل الأشخاص الذين تجاوزوا سن ال40 بإجراء فحوصات طبية إذا راودتهم شكوك في خصوص صحة القلب، بغض النظر عن لون شعره.