واشنطن - «نشرة واشنطن» - أسس خرّيجان أميركيان شابان من كلية الأعمال شركة «ايثوس واتر»، التي تضع علامتها التجارية على زجاجات للمياه النظيفة، لا تتضمن بطاقة تعريف للنكهة، أو الفيتامينات التي تحتويها، لكن تحمل بيان مهمتها البسيط وهو «مساعدة الأطفال في الحصول على مياه نظيفة». فكل زجاجة تباع تولّد تبرعاً بقيمة 5 سنتات تستعمل لمساعدة مجتمع يعاني من نقص المياه في مكان ما من العالم. وقال أحد مؤسسي شركة «إيثوس واتر»، جوناثان غرينبلات، تزدهر العلامات التجارية التي تلتزم بالمبادئ الأخلاقية في أميركا. وأشار مع شريكه الآخر، بيتر ثوم، إلى الشركة الغذائية «نيومان أون»، التي أسسها الممثل بول نيومان، وشركة المثلجات «بين أند جيري» كنماذج للشركات الاستهلاكية التي تخصص بعض أو جميع أرباحها لمحاربة الفقر. وبدلاً من التركيز على جاذبية الشهرة، بنى رائدا الأعمال العلامة التجارية عبر ربط الاستهلاك مع قضية إنسانية: «اشرب هذا الماء، وساعد فرداً آخر في الحصول عليها»، إذ وفقاً لمنظمة «يونيسف» لا يتمكن 1.1 بليون نسمة عالمياً الوصول إلى مياه شرب آمنة. وتابع غرينبلات: «في عالم ليس لديه سوى هذا القدر المحدود من الهواء والمياه، يجب على الشركات والمنظمات التي لا تبغي الربح أن تلعب دوراً رائداً». وكان غرينبلات وثوم رفيقي صف في كلية الأعمال في جامعة «نورث وسترن» الأميركية القريبة من شيكاغو. وتخرجا من الكلية عام 1999 وذهب كل منهما في طريق منفصل من دون أن يتصورا انهما سيؤسسان شركة سويّة. وعمل ثوم في جنوب أفريقيا حيث شاهد الناس وهم يكافحون من دون مياه نظيفة. وكان يعلم من خلال عمله أن المستهلكين في البلاد المتطورة كانوا مستعدين لدفع مبالغ إضافية للحصول على مياه معبأة. وشعر بالإحباط لأن المستهلكين أنفسهم لم يكونوا يدركون مشاكل المياه في أفريقيا. ووضع خطة العمل التجارية عام 2002 لشركة «ايثوس واتر» على محرمة ورقية. وترك عمله لتأسيس الشركة، وطلب من غرينبلات أن يعمل معه كشريك. وأدار الرجلان الشركة لمدة سنة واحدة من دون تمويل. وبحلول عام 2004، تمكنا من اكتساب ثقة بيار أوميديار، مؤسس «إي باي»، وأجرت شبكة «اوميديار» استثماراً مهماً في شركة «ايثوس واتر». وقال غرينبلات انه حتى بعد مساعدة «اوميديار»، لم تكن منتجات «إيثوس واتر» مُربحة. وكانت الشركة تقدم التبرعات من مداخيلها، وقدمت مبلغ 100 ألف دولار لتنفيذ مشاريع خيرية للمياه واعتبرته ضمن بند «كلفة تسويق». واتصل المؤسسان بشركة «ستاربكس» للقهوة لسؤالها إذا كانت تقبل بيع زجاجات «إيثوس واتر» في مقاهيها التي يزورها 40 مليون زبون أسبوعياً. وبما أن «ستاربكس» تستعمل المياه لصنع القهوة، بدا هذا الطلب مناسباً لها. وكان ل «ستاربكس» الكثير من الأمور التي تستطيع أن تعلّمها لغرينبلات وثوم حول «طريقة جعل السلعة العادية تحقق نسبة عالية من المبيعات». ولم توافق شركة «ستاربكس» فقط على إدخال زجاجات شركة «إيثوس» إلى مقاهيها، بل اشترتها ووعدت بأن تضع جانباً مبلغ 5 سنتات عند بيع كل زجاجة لتنفيذ مشاريع خيرية للمياه. ولم يكن غرينبلات وثوم يحلمان بتخصيص أكثر من سنتين لكل زجاجة. وقال ثوم، الذي قبل وظيفة نائب رئيس في شركة «ستاربكس» ويستمر في تطوير العلامة التجارية «ايثوس»: «كان ذلك أكثر مما كنا نستطيع أن نعمله». واليوم، تلتزم شركة «إيثوس واتر» بدفع 6.2 مليون دولار على شكل هبات، لمساعدة 439 ألف شخص في دول تعاني من نقص المياه. وتمول «إيثوس» البرامج وليس المشاريع، والمياه النظيفة تُشكِّل خطوة أولى وستتبعها معدات تطهير المياه والتدريب الصحّي. ودفعت شركة «إيثوس» أموالاً لأعمال وثيقة الصلة بالمياه قامت بها منظمة «كِير» في رواندا، ومشروع «كونسيرن انترناشيونال» في تنزانيا، و «الفيلق الطبي الدولي» ومنظمة اليونيسيف في كينيا، ومنظمة «واتر آيد» في الهند وإثيوبيا، ومنظمة «مِرسي كوربس» في إندونيسيا، ومنظمة «واتر بارتنرز انترناشيونال» في هندوراس. وتتوسع مبيعات «إيثوس» إلى أبعد من «ستاربكس» عبر مشروع تجاري مشترك مع شركة «بيبسي كولا» العملاقة للمشروبات في أميركا الشمالية. وستباع زجاجات «إيثوس واتر» في أكثر من 40 ألف مرفق ومحل بقالة وصيدلية، ما يُشكل فرقاً كبيراً في إمكانيات الوصول بالمقارنة مع متاجر «ستاربكس» ال7 آلاف حيث تباع هذه المياه اليوم.