أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى منطقة الشرق الاوسط نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف من بيروت أمس، أن «العمل جارٍ لوضع المساعدات الروسية المقررة للبنان لا سيما العسكرية منها، موضع التنفيذ، ومواصلة روسيا الاتحادية في دعم المؤسسات اللبنانية». وكان سلطانوف وصل الى بيروت فجراً، وعرض صباحاً مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا للعلاقات الثنائية وتعزيزها، وركز كما جاء في بيان المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري، على «الاوضاع في لبنان والمنطقة وآفاق عملية السلام». والتقى سلطانوف رئيس الحكومة سعد الحريري في «بيت الوسط» في حضور السفير الروسي الكسندر زاسيبكين ومستشار رئيس الحكومة جورج شعبان. وقال سلطانوف بعد اللقاء: «زيارتنا لبنان تأتي في اطار جولة جديدة نقوم بها في المنطقة، ولقاءاتنا لمواصلة الاجتماعات بين القيادتين في البلدين، بعد الزيارتين لكل من الرئيس سليمان والرئيس الحريري لموسكو والمحادثات التي عقداها مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين». وأكد ان «لهذه الزيارات من دون شك، تأثيراً بحيث انها أعطت دفعاً جديداً لعلاقاتنا الثنائية وخصوصاً لبحث المشاريع المشتركة، وسنستمر في هذه المشاورات. وخلال لقاءاتنا اليوم سنركز على الاوضاع في منطقة الشرق الأوسط والوضع في لبنان، وهذه الاتصالات أصبحت تقليداً وهي تعطي نتائج مثمرة على صعيد العلاقات بين لبنان وروسيا». والتقى سلطانوف وزير الخارجية علي الشامي في حضور السفير الروسي والوفد المرافق، واتفق الطرفان بحسب ما صدر عن الخارجية اللبنانية، «على أهمية تعزيز التعاون بينهما عبر تكثيف اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة وعبر تفعيل اتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين». وقال الشامي في تصريح بعد اللقاء: «لا يجوز أن تبقى إسرائيل في حال تجاوز للشرعية الدولية وعدم الالتزام الكامل بقراراتها وعلى رأسها القرار 1701»، مشيراً إلى «خروقها المستمرة لسيادة لبنان ومراوغتها في شأن الإنسحاب من الجزء اللبناني من قرية الغجر ومن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا». وجدد تأكيد «أهمية الدور الروسي في مساعدة لبنان ودعمه، ولا سيما في الظروف الراهنة وأهمية الحوار البناء لبلوغ الأهداف المنشودة». وحين سئل سلطانوف عن المسعى السعودي - السوري في شأن لبنان، اكتفى بالقول: «صراحة ليس لدي تفاصيل عن هذه المبادرة». وعن مبادرة روسية تجاه لبنان، قال: «على الشعب اللبناني ان يعيش بسلام هذا اهم شيء». وعن قراءته للمرحلة الحالية، وهل هو متخوف، اكتفى بابتسامة. وانتقل سلطانوف الى جنوب لبنان، وزار رئيس المجلس النيابي نبيه بري في دارته في المصيلح يرافقه عدد من كبار موظفي السفارة في بيروت، في حضور المعاون السياسي لبري النائب علي حسن خليل وأحمد البعلبكي. وقال سلطانوف: «تحدثنا عن الأوضاع في المنطقة والتحديات التي نراها تواجه المنطقة، وعن العلاقات الثنائية ودور البرلمانات في دعم حركة التطور والتعاون الروسي - اللبناني المشترك في مجالات التعاون التقني والعسكري والنقل، والمطلوب تكثيف الجهود والاستمرار بهذه الحركة وتنفيذ ما جرى الاتفاق عليه خلال زيارة الرئيسين سليمان والحريري ولقائهما الرئيسين ميدفيديف وبوتين. وأعتقد أن هناك أفقاً جديداً للتعاون بين البلدين في مجالات الطاقة والري والسدود وتطوير القدرات الدفاعية للجيش اللبناني». وجدد «دعم روسيا للاستقرار في لبنان وللدور الأساسي للمؤسسات الدستورية»، وقال: «نحن على يقين بأن المشكلات العالقة لا حل لها إلا من طريق الحوار الوطني والتوافق بين جميع الأطراف السياسيين، وهذا طبعاً ضروري من أجل مستقبل سعيد للشعب اللبناني وللبنان الذي يؤدي دوراً مهماً في المنطقة». وعن وجود مبادرة روسية للمساهمة في حل الأزمة اللبنانية، قال: «لا نتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد كان، ولم يطلب منا أحد مبادرات لإيجاد حلول على مستوى القضايا العالقة. هذا شأنكم ونحن نستطيع فقط تأييد الإرادة السياسية من دون أن نتدخل». وقال: «نهتم بالتطورات في لبنان لأنه يؤدي دوراً في المنطقة، وما يجري هنا يؤثر من دون شك على المنطقة كلها». أوساط بري ونقلت أوساط بري عنه خلال لقائه سلطانوف «تأكيده هواجسه التي عبر عنها في اليومين الماضيين بالنسبة إلى القضية الفلسطينية وتداعياتها على مستوى المنطقة ولا سيما في ظل التهويد الممنهج للقدس فضلاً عن التراجع المروع والانحياز الكامل لمصلحة المشروع الإسرائيلي، متمنياً أن تقوم روسيا بدور فاعل إزاء ما يجري في المنطقة باعتبار أن ما يجري في فلسطين سيترك تداعيات سلبية على مجمل الأوضاع». وانتقل سلطانوف ووفد السفارة الى النبطية والتقى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد في مكتبه، وهي زيارة أولى لمسؤول روسي بهذا المستوى الى منطقة النبطية منذ فترة طويلة. وجرى البحث بين الجانبين في الوضع اللبناني واستمر اللقاء نصف ساعة ورفض سلطانوف في ختامه التصريح.