طالب رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني بحق تقرير المصير للشعب الكردستاني معتبراً «ان هوية كركوك لا يمكن المساومة عليها». ودعا رئيس الوزراء العراقي المكلف نوري المالكي الكتل السياسية الى التعاون معه في تشكيل الحكومة». وكان بارزاني يتحدث، خلال المؤتمر الثالث عشر ل «الحزب الديموقراطي الكردستاني» الذي يتزعمه، تحت شعار «التجدد، العدالة والتعايش المشترك»، بمشاركة اكثر من 1300 مندوب وحضور كردي وعراقي واقليمي ودولي. وأكد بارزاني أن الحزب ينظم علاقاته مع جميع الاطراف السياسية على اساس احترام مبادئ الدستور والتمسك بها، مشيراً الى أن تطبيق المادة 140 من الدستور ستُساهم في إزالة الظلم والاستبداد ضد الاكراد على مر العقود الماضية. وقال «ظلت المؤتمرات السابقة للحزب تؤكد ان الشعب الكردي يملك حق تقرير المصير، اليوم يرى الحزب ان المطالبة بحق تقرير المصير والكفاح السلمي لبلوغ الهدف تنسجم مع المرحلة المقبلة». وزاد «بالاتكال على الله سنطرح مسألة تقرير المصير امام اعضاء المؤتمر باعتبار الحق جوهرياً واستكمالاً لجهود المرحلة السابقة نطرح ذلك امام النقاش والتحليل والدراسة». وأضاف ان «الحزب وضع اهدافه بالارتكاز على نهج واقعي ودراسة موازين القوى والمعادلات السياسية وعلى هذا الاساس حدد اهدافه مرحلة بعد مرحلة في اطار مطالبته بالديموقراطية والحكم الذاتي والفيديرالية في كردستان». وأشار الى ان «الدستور يضمن حقوق الشعب العراقي كافة ويتضمن المادة الرقم 140 التي بتطبيقها يزول الكثير من الظلم والاستبداد». وتابع بارزاني «اؤكد لأولئك الذين يخشون احتكار الاكراد للسلطة في المناطق المتنازع عليها، خصوصاً كركوك حين تعود الى الاقليم (...)، اننا سنجعل كركوك نموذجاً للتعايش والتسامح والادارة المشتركة لكن لا يمكن المساومة على هويتها». واعتبر ان «تقدم اقليم كردستان يجعل باقي سكان المحافظات يفكرون في اقامة اقاليم خاصة بهم (...) ومن جهتنا سنساند اي اقليم يتشكل حسب طموحات سكانه لأن ترسيخ النظام الديموقراطي حق للجميع». وأبدى استعداد الحزب للتنسيق مع جميع الاطراف العراقية «من اجل بناء عراق جديد تتعايش فيه جميع المكونات بسلام وتآلف وتآخٍ». واعتبر رئيس الجمهورية جلال طالباني ان مبادرة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني تستحق الاشادة والتقدير كونها ادت الى اتفاق تاريخي لتشكيل الحكومة الجديدة . وقال ان «مصطفى بارزاني اعلن كعراقي ثائر انه لن يحارب العراق بل حارب الاستعمار والرجعية وبذلك حدد الاعداء للشعب وهم الاستعمار والرجعية، ودعا الى تحالف القوى الوطنية ضدهما وأكد ضرورة الاخوة العربية الكردية وتعزيزها في النضال المشترك ولعب دوراً مشهوداً في نضال الشعب». ودعا المالكي الكتل السياسية الى التعاون معه لتشكيل حكومته بتقديم المرشحين المشهود لهم بالنزاهة والكفاءة. وقال: «سيكون هذا الامر مدعاة لنجاحنا ونجاح الكتلة والحزب والقومية التي رشحت الشخصيات». وأضاف ان «ادعو الكتل ان تعتبر مرشحيها وزراء في الدولة ومسؤولين عن خدمة المواطن العراقي وليس الطائفة او الجنس او اللون بما يمكن ان يشكل هامشاً من التمييز والمحاباة، وترك مسألة اختيار الوزراء الى المسؤول عن تشكيل الحكومة من دون الاخلال بالشراكة». وطالب المالكي الكتل الاسراع بتقديم المرشحين وقال: «نحن امام فترة دستورية لا نسمح بتجاوزها ونؤكد ان الحكومة ستنطلق خلال ال 30 يوماً المحددة». ودعا رئيس الوزراء الاسبق، زعيم ائتلاف «العراقية»، اياد علاوي السياسيين العراقيين الى مراعاة التحول الذي طرأ على المنطقة والعالم. وقال: «يتحتم علينا وعلى الجميع مراعاة التحولات الدولية وان يكون حيز تفكيرنا يشمل العراق والمنطقة والعالم ككل». وطالب رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي الاطراف السياسية الى انجاز ملف المصالحة الوطنية وعده اولى المهمات للحكومة والسلطة التشريعية. وقال «نطمح ان تشكل الحكومة من كفاءات وطنية قادرة على النهوض بواجباتها ونطمح ايضاً تحت مسؤولية الحكومة ان يغادر العراق الدول الأكثر فساداً بإطلاق حملة اعلامية وشعبية». واعتبر رئيس المجلس الاعلى الاسلامي السيد عمار الحكيم ان «الاعتماد على الشركاء السياسيين في حل الازمات الداخلية هو الطريق الاسلم لتحقيق الانجازات لجميع العراقيين». وشددت كلمة الاحزاب والاطراف السياسية الكردية، التي القاها محمد حاجي محمود، على الدور الكبير الذي يمكن للسياسة الكردية ان تلعبه في مصلحة الاقليم والعراق بتعاونها وتكاتفها. الحزب الحاكم في تركيا كان حاضراً ايضاً في المؤتمر والقى نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم عبدالقادر اكسو كلمة شدد خلالها على ضرورة تقوية العلاقات بين تركيا واقليم كردستان العراق بحكم الجيرة والعلاقات التاريخية. وتعد مشاركة حزب العدالة والتنمية التركي بادرة قوية في اتجاه تصحيح مسار العلاقات التركية – الكردية التي كان التوتر شابها، فيما يبدي القادة الاكراد وفي مقدمهم رئيس الاقليم حرصاً ملحوظاً على ان تكون العلاقة بين الجانبين طيبة ومتينة، حيث يبدو ان المساعي الكردية تحقق نجاحاً. والقى ممثل التركمان عرفان كركوكي كلمة كما القى ممثل الكلدان السريان الاشوريين روميو هكاري كلمة أخرى اكدا خلالها على التعايش المشترك وثمناً دعوة بارزاني لتولي مسيحي وآخر تركماني منصب نائب رئيس الجمهورية او نائب رئيس الوزراء.