يواصل الروائي الزميل ربيع جابر تنقيبه في أدراج التاريخ بحثاً عن مواد فريدة تصلح لبناء عمل روائي. وفي روايته السابعة عشرة الصادرة حديثاً بعنوان «دروز بلغراد: حكاية حنا يعقوب» (دار الآداب والمركز الثقافي العربي) يلقي ضوءاً سردياً ساطعاً على حقبة وقضية شبه مجهولتين من تاريخ التهجير في لبنان ومنه. وتوضح كلمة على الغلاف سياق الرواية: «علي قضى في كمين خارج دير القمر. بهاء الدين جرحته السيوف في وقعة زحلة ولفظ أنفاسه بجوار قلعة حاصبيا. بقي للشيخ غفار خمسة أبناء وهؤلاء محابيس عند اسماعيل باشا الهنغاري ينتظرون مع 550 درزياً السفن التي ستأخذهم الى المنفى في طرابلس الغرب وفي بلغراد. أخبروه ان اسماعيل باشا يقبل الشفاعات ولهذا أتى. لكنه في طلعة القشلاق، بينما الشمس تغرب، اضطرب. استرد نفسه حين رأى عيون الحراس تتأمله. أخبروه ان الباشا يتعشى وانتظره واقفاً تحت شجرة الجميز في باحة القشلاق بينما العبيد ينقلون بعض أحمال البغلتين الى المطبخ. كان الظلام هبط والقناديل أضيئت وعُلقت عندما نادوا عليه أخيراً. في اللحظة التي ولج فيها العمارة الحجر العملاقة اختفى طنين أذنيه. أدرك أن أولاده هنا، في قبو السراي». وفي ختام الرواية: «ظهرت هيلانة قسطنطين يعقوب من داخل البيت تحمل ثوباً. رأت رجلاً مرتعداً في عتمة المساء. سقط الثوب من يدها. «حنا؟ هذا أنت يا حنا؟» جلس حنا يعقوب على الأرض. «هذه هيلانة. أنا في البيت». شعر بالأصابع على جسمه تتأكد أنه ليس شبحاً. حضن زوجته وابنته وبكى. شهق وملأ رئتيه بالهواء».