حقق نشاط الشركات في منطقة اليورو مطلع السنة، أفضل أداء فصلي لم تشهده على مدى ست سنوات، استناداً إلى نتائج مسح نُشرت أمس، إذ «سمحت زيادة الطلب للشركات برفع الأسعار بأسرع وتيرة منذ منتصف عام 2011». وعلى رغم وتيرة النمو غير السريعة بالقدر المتوقع سابقاً، كان الاتجاه الصعودي واسع النطاق، وأفادت «آي إتش أس ماركت»، بأن البيانات «تشير إلى تسجيل نمو اقتصادي نسبته 0.6 في المئة في الربع الأول من السنة». وكان مسح أجرته وكالة «رويترز» توقع نمواً نسبته 0.5 في المئة. وارتفعت القراءة النهائية لمؤشر «ماركت» المجمع لمديري المشتريات والذي يُعتبر مؤشراً جيداً للنمو، إلى أعلى مستوياتها في نحو ست سنوات عند 56.4 نقطة في آذار (مارس) الماضي، من 56 نقطة في شباط (فبراير). وكانت القراءة الأولية تشير إلى ارتفاع أكبر عند 56.7 نقطة. وقفز المؤشر الفرعي لأسعار المنتجات إلى أعلى مستوياته في نحو ست سنوات عند 53.1 نقطة، من 52.2 نقطة. وتقل هذه القراءة عن أخرى أولية سجلت ارتفاعاً إلى 53.3 نقطة، لكنها لا تزال محل ترحيب من البنك المركزي الأوروبي، الذي ظل لسنوات يحاول تعزيز التضخم، الذي تراجع في منطقة اليورو التي تضم 19 دولة إلى 1.5 في المئة في الشهر الماضي، وفقاً لبيانات رسمية، ما يبرر السياسة الحذرة التي ينتهجها رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي، ويثبت أن المنطقة قد تكون أمامها سنوات قبل تحقيق زيادة مستدامة في أسعار التجزئة. ويريد البنك أن يصل التضخم إلى ما دون اثنين في المئة بقليل. وأظهر مسح نُشر أمس، أن نمو قطاع الخدمات الألماني تسارع في آذار، ما يوحي بأن أكبر اقتصاد أوروبي سينمو بقوة في الربع الأول من السنة. وارتفعت القراءة النهائية لمؤشر «ماركت» لقطاع الخدمات الألماني إلى أعلى مستوياتها في 15 شهراً في آذار الماضي، عند 55.6 نقطة من 54.4 نقطة في شباط، بدعم من نشاطات جديدة في قطاعات البريد والاتصالات والاستئجار والوساطة المالية. وازدادت القراءة النهائية لمؤشر «ماركت» المجمع لمديري المشتريات، الذي يقيس نشاط قطاعي الصناعات التحويلية والخدمات اللذين يشكلان أكثر من ثلثي الاقتصاد الألماني، إلى 57.1 نقطة في آذار، من 56.1 نقطة في شباط لتصل إلى أعلى مستوى في 70 شهراً. وأظهرت القراءة النهائية لمؤشر «ماركت» لمديري المشتريات في قطاع الصناعات التحويلية، أن النمو «تسارع بأقوى وتيرة في نحو ست سنوات في آذار. ويوحي ذلك بأن القطاع «سيساهم في النمو الكلي في الربع الأول من السنة».