لم يكن يعلم المواطن علي الروقي (23عاماً) الذي كان في طريقه لزيارة أحد أقاربه أن الأمر سينتهي به عاجزاً، فمنذ نحو عامين تعرض لحادثة مرورية مروعة أقعدته طريح السرير الأبيض في مستشفى الهدا بالطائف، وكان الروقي قبل الحادثة الأليمة يعيش وضعاً اجتماعياً مستقراً، ويعول أسرته المكونة من زوجته وطفلين إلا أن الحادثة قلبت موازين حياته رأساً على عقب. يقول عبدالرحمن شقيقة الأكبر: «وقعت الحادثة قبل عامين عندما كان ذاهباً لزيارة أحد الأقارب، وتوفي معه أحد أصدقائه، وبعدها انقلبت حياتنا رأساً على عقب، وما يحز في نفسي هو عندما أشاهد أطفاله ينظرون في كل يوم إلى صورة والدهم قبل الحادثة، ويتذكرون بعيون دامعة كيف كانوا يلعبون معه، فالحسرة تعتصر قلوبنا قبل قلوبهم، فقد كان صاحب حركة وضحكة مشرقة. ويضيف بصوت حزين: «أكثر ما يحزنني على شقيقي، أنه مطالب بدفع دية أحد المتوفين معه في الحادثة». ولا يخفي عبدالرحمن أن حال شقيقة الصحية في تدهور مستمر. وأوضح أن الهم والحزن والعجز كلها عوامل أسهمت في زيادة آثار المرض، «لا أعلم هل نحزن على وضعه الصحي أم على مستقبل أسرته وأطفاله أم على عدم إكمال علاجه في مستشفى متخصص، ونحن لا نملك من الدنيا شيئاً؟!». ويشير إلى أن الأطباء شددوا على ضرورة إكمال علاجه في مركز متخصص في الولاياتالمتحدة الأميركية وتحديداً في ولاية لوس أنجليس «نحن لا نملك المال لإكمال العلاج في الخارج، ولا سيما أن كلفة الجراحة تبلغ نحو مليوني ريال».