بكين، نيودلهي - رويترز - يواجه رئيس وزراء الصين ون جيا باو مهمة صعبة عندما يصل الى الهند الأسبوع المقبل، لتهدئة مخاوف نيودلهي حيال صعود الصين كقوة عالمية، ولاحتواء التوترات في علاقات شائكة عادة. وعلى رغم طفرة في حجم التجارة الثنائية في العقد الأخير، والتعاون في قضايا دولية مثل تغيّر المناخ، ما زالت الهند والصين على شكوكهما إزاء تنامي النفوذ العالمي لكل منهما. ورأى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بابتيست في هونغ كونغ جان بيير كابيستان، «ان العلاقات خليط من تضامن العالم الثالث وعداء استراتيجي. هذان العاملان باقيان». وأضاف: «لكن الهند ستحتاج إلى موازنة القوة المتنامية للصين اليوم قبل الغد». ويقضي ون يومي 15 و16 من الشهر الجاري في نيودلهي، قبل أن يتوجه الى باكستان العدو اللدود للهند في زيارة تستغرق يومين أيضاً. ويتوقع أن يأتي تزايد الاعتماد الاقتصادي المتبادل بين الصين والهند على رأس جدول أعمال زيارة ون. ويقول محللون إنه قد يعلن عن مزيد من الاستثمارات في الهند أو عن خفض العوائق التجارية لاحتواء مخاوف الساسة الهنود، الذين يزعجهم أن الميزان التجاري بين البلدين يميل كثيراً لمصلحة بكين. وتوقع رئيس قسم دراسات شرق آسيا في جامعة جواهر لال نهرو سريكانث كوندابالي، أن يبلغ العجز التجاري الهندي مع الصين بين 24 و25 بليون دولار هذا العام. وتشير بيانات الجمارك الهندية الى ارتفاع العجز الى 16 بليون دولار خلال السنة المالية 2007 - 2008 من بليون دولار في 2001 - 2002. ومن المرجح أن يمارس رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ ضغوطاً على ون، سعياً وراء تطمينات بأن الصين ستفتح أسواقها بصورة أكبر، لا سيما في قطاعات القيمة المضافة، مثل الخدمات المالية وتكنولوجيا المعلومات. والصين أكبر شريك تجاري للهند، إذ يتوقع أن يتجاوز حجم التجارة الثنائية 60 بليون دولار هذا العام. لكن حتى لو فتحت بكين الأسواق بصورة أكبر، فسيستغرق الأمر من نيودلهي وقتاً طويلاً قبل أن تسد الفجوة التجارية. وقال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ويستمنستر اللندنية ديبيش اناند: «لا أتوقع أن يضيق العجز بسرعة... حتى لو خفضت الرسوم على منتجات الصناعات التحويلية، لا يمكن أن تنافس الهند الصين في هذا المجال».