عادت موجة الهدوء مرة أخرى إلى منطقة العيص، بعد يوم حافل بتفاوت الهزات الأرضية القريبة من تلك المناطق، وشهد يوم أمس انخفاضاً شديداً في وقع الهزات ودرجاتها، وبحسب آخر التقارير التابعة للهيئة الجيولوجية فإن النشاط الزلزالي في حرة الشاقة انخفض بشكل ملحوظ عدداً وقوة. وباتت التطمينات الأمنية تسود مواقع مخيمات الإيواء بوصول أفواج جديدة من قوات الإسناد العام والخاص للمنطقة. وكشفت مصادر مطلعة ل «الحياة» أن فرق الطوارئ الخاصة في الدفاع المدني الموجودة في الموقع جاءت من منطقة الرياض لمساندة عناصر مديرية الدفاع المدني في منطقة تبوك. بعد صدور توجيهات المدير العام للدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري القاضي بتحرك تلك الفرق مع بداية حدوث الهزات الأرضية في مناطق أملج والعيص، والتخوف من ثوران بركان في المنطقة، ما استدعى إعداد خطة طوارئ عاجلة تشارك فيها جميع الأجهزة الحكومية وإجلاء السكان من منازلهم حفاظاً على أرواحهم، بعد صدور الأوامر الملكية بتقديم التسهيلات والمساعدات كافةً، إضافةً إلى الدعم المادي للسكان. بدوره، أكد مدير الدفاع المدني في منطقة تبوك العميد سليمان الحويطي ل «الحياة» «أن المؤشرات وفق تقارير هيئة المساحة الجيولوجية تعتبر جيدة، وبدأ المواطنون في العودة إلى حياتهم الطبيعية، وباتوا يتنقلون بشكل طبيعي، إلا أن تواجدهم في تلك المخيمات يعتبر نوعاً من الاحتياطات الاحترازية للحفاظ على الأرواح حتى تعود الأوضاع إلى ماكانت عليه في السابق». وأشار إلى أن المخيمات التي أعدت لإجلاء السكان وفرت بها الخدمات اللازمة كافةً. كما تقدم لهم الإعاشة المميزة حيث يوجد في محافظة أملج خمسة مواقع إيواء خلافاً عن 25 موقعاً للخيام داخل الأحياء خصصت للراغبين في السكن بالقرب من منازلهم. مضيفاً أن أغلب السكان يمضون أوقاتهم ويقومون بأعمالهم بشكل اعتيادي قبل أن يعودوا إلى المخيمات في المساء حيث يخلدون إلى النوم. من جانبه، أكد قائد قوات الطوارئ الخاصة في المديرية العامة للدفاع المدني العقيد مستور عايض الحارثي ل «الحياة» أن القوة الموجودة في محافظة أملج حالياً مختصة ومدربة تدريباً علمياً وعملياً ممتازاً، وتخصص عناصرها في التعامل مع حوادث الانهيارات للمباني وحوادث المواد الخطرة. مشيراً إلى توجيه قوة الطوارئ التابعة للدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة إلى ينبع لمساندة فرق العيص، أما فرقة منطقة الرياض فتوجهت إلى محافظة أملج لمساندة فرق منطقة تبوك. ولفت الحارثي إلى دعم قوة الطوارئ الخاصة بعدد كبير من الأفراد والضباط الاختصاصيين في حوادث الانهيارات والمواد الخطرة. وقال«من المتوقع وصول عدد من الضباط والأفراد بعد شهر للانضمام لزملائهم في قوة الطوارئ الخاصة بعد انتهاء تدريبهم حالياً في الولاياتالمتحدة الأميركية. وأضاف «منذ بداية الهزات الأرضية في المنطقة صدرت توجيهات النائب الثاني وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى للدفاع المدني الأمير نايف بن عبدالعزيز بمساندة الفرق الموجودة في أملج والعيص والمناطق التي تعرضت للهزات وتم التنسيق مع القوات الجوية لنقل رجال قوة الطوارئ الخاصة والمعدات لقوة الدفاع المدني في الرياض، وتم إعداد محضر مشترك ونقلت القوة إلى ينبع ومنها إلى أملج». وكشف الحارثي عن وجود تنسيق من خلال غرف العمليات المشتركة والخط الساخن متى ما دعت الحاجة لنقل قوات إضافية للمنطقة، حيث لاتزال القوات في منطقة عسير التي استدعت الأمطار والسيول المنهمرة على منطقة جازان بقاءها هناك وسط حالة استعداد قصوى، وسيتم استدعاؤها في حال الحاجة إليها، إضافةً إلى قوة المنطقة الشرقية التي بقيت في قواعدها نظراً لأهمية المنطقة، إلا أنها دخلت هي الأخرى حال استعداد قصوى تحسباً لأي طارئ. ونوه الحارثي بالتجهيزات التي تتوافر لدى الدفاع المدني وقوة الطوارئ الخاصة من حيث الحاويات والقاطرات المخصصة للتعامل مع الزلازل والانهيارات والمجهزة بآليات متقدمة للتعامل مع تلك الحوادث ومنها الكاميرات التي يمكن من خلالها الاتصال بالمحتجزين تحت الأنقاض والتحدث معهم وسرعة الوصول إليهم. إلى ذلك، كشف مدير الدفاع المدني في محافظة أملج العقيد محمد سعود العنزي أن مندوبين من جميع القطاعات الحكومية يشاركون في غرفة عمليات رئيسة، وأخرى تنسيقية، وثالثة بالرويضات، ورابعة متحركة، يتم استخدامها في حالات الطوارئ. مشيراً إلى اكتمال تجهيز المواقع المخصصة كافةً لإيواء سكان المحافظات والقرى والهجر الواقعة ضمن نطاق النشاط الزلزالي والبركاني، حيث وفرت كافة الاحتياجات ووزعت على خمسة مواقع في المحافظة. مضيفاً أن الوضع في المنطقة مطمئن «وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها».