ما كدت أعلّق على الجدل الذي أثاره مسؤول في وزارة الإعلام الفلسطينية بإنكار علاقة اليهود بحائط البراق، حتى كان الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي يقول إن الدراسة الفلسطينية خاطئة وتفتقر الى الحساسية واستفزازية، مشيراً الى أن الإدارة الأميركية طالبت السلطة الفلسطينية دائماً بمقاومة محاولات نزع الشرعية عن إسرائيل، بما في ذلك إنكار علاقات اليهود بالأرض. الناطق أخطأ، والخرافات التوراتية ليست تاريخاً ولا تصنع جغرافيا، وقد سمعت أستاذي في جامعة جورجتاون التي تبعد نصف ميل عن «فوغي بوتوم»، حيث مقر وزارة الخارجية الأميركية، يقول إنه لا توجد أي آثار تثبت الادعاءات اليهودية في فلسطين، وإن الأرض للفلسطينيين. هذا الأستاذ أميركي مئة في المئة، وعندما زار الدكتور مايكل هدسون وهو من أركان جورجتاون لندن السنة الماضية سألته عنه، فقال إنه لا يزال موجوداً، ولكنه تقاعد وأصبح أستاذ شرف ويلقي محاضرات. وسأحاول في زيارتي المقبلة للولايات المتحدة أن أقابل الأستاذ لأستأذنه في استعمال اسمه، فلعلّه لا يريد ذلك. وطبعاً، فالموضوع ليس أستاذاً واحداً، فلو أن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية عاد طالباً لتاريخ الشرق الأوسط القديم في أي جامعة غربية لسمع الكلام نفسه. هم اخترعوا ديناً ليسرقوا أرضاً من أهلها، وأنبياؤهم لا أثر لهم في اي مكان من الشرق الأوسط. هذه هي الحقيقة مهما قال ناطق عمله أن يكذب نيابة عن حكومته. أَعِد القرّاء بأن أعود الى هذا الموضوع كلما عاد إليه مجرمو الحرب في الحكومة الإسرائيلية، أما الآن، فأنتقل الى رسالة عن الأوضاع العربية من الأخ خالد عبدالهادي في عمّان، وأختار للقراء منها الأهم، وما يمكن نشره. القارئ قال: أولاً، عليّ أن أعترف بأنني أتطيّر من الأحزاب الدينية، باستثناء حزب الله اللبناني، وأعتقد بأن زجّ الدين في أي شيء دنيوي، كالسياسة والاقتصاد والثقافة، يفسد الأمر كله. ثانياً، لأن حركة «المحظورة» كل تاريخها عنف ودماء واغتيالات وتفجيرات، من قبل النقراشي باشا، مروراً بمحاولة اغتيال صاحب «الكاريزما»، وحتى محاولة الانقلاب على حافظ الأسد. ثالثاً، ذكرت في مقالك اليوم (30/11/2010) انها ستحاول فرض نظام حزب واحد على البلد ليصبح الناس جميعاً صورة عن قناعاتها السياسية والاقتصادية والدينية. حسبت لبرهة أنك تتكلم عن حالنا العربي البائس فجميع دولنا العربية دولة الحزب الواحد منذ أمد بعيد والكل يضيق ذرعاً بالمعارضة... أعرف جيداً أن هناك تبايناً بين الدول العربية، فهناك دول مثل موناكو (الإمارات) ودول مثل الدراويش (الصومال والسودان) ودول مثل عسكر بينوشيه (عراق صدام حسين ومثله كثير)، وتتكلم عن الحزب الواحد يا عزيزي. العقيد في حكمه منذ 41 سنة، 10 سنوات في حب وخصام مع مصر، 10 سنوات في علاقات مشبوهة، من أبو نضال الى أبو سياف، 10 سنوات في مشكلة لوكربي، و10 سنوات في أفريقيا. و«ماكو زعيم إلا كريم»، و«القائد الضرورة». بقي شيء أخير في شأن صاحب «الكاريزما»، فهو أضاع سيناء وغزة بحكم إدارتها من الجانب المصري، أما القدس فكانت بعهدة الجيش العربي الأردني. أكتفي بما سبق من مقال ذكي، ولا أقول سوى أن الأردن وسورية ما كانا دخلا الحرب لولا قيادة الرئيس جمال عبدالناصر الذي اختار أن يهدد إسرائيل وجيشه في اليمن. أخيراً، أشكر جميع القراء السوريين على تعليقاتهم عن تقديمي الحاكم ميتش دانيالز السوري الأصل، مرشحاً للرئاسة الأميركية، وتذكير بعضهم بأن حمص أرسلت باباوات الى روما وإمبراطوراً رومانياً. ولي شخصياً أصدقاء كثيرون من حمص، إلا أن هذا كله لا يلغي نكت «الحماصنة». كما لم يلغ شيخ الأزهر (الراحل) النكت عن الصعايدة مع أنه صعيدي. ولا أزيد اليوم سوى أن المعلومات عن أصل الحاكم موجودة في الوثائق الرسمية الأميركية، من هجرة الجد الى ولادة الأب، ثم الحفيد الذي هو الحاكم. والوثائق أصلية ولا خلاف على صحتها. كذلك هناك وثائق ميلاد أمّ الحاكم ذات الأصل البريطاني، وشهادات الزواج، وغير ذلك كثير. ولا بد من أن أعود الى الموضوع إذا توافرت لي معلومات جديدة، أو مع اقتراب حملة الرئاسة الأميركية سنة 2012. [email protected]