أظهر استطلاع للرأي أجرته «رويترز» اليوم (الجمعة) أن محللي أسواق النفط أصبحوا أكثر تشككاً في أن تخفيض إمدادات «أوبك» سيكون كافياً لتبديد أثر زيادة إنتاج الخام في الولاياتالمتحدة وأنهم لا يعتقدون أن الأسعار ستصل إلى 60 دولاراً للبرميل حتى أوائل العام المقبل. وأظهر الاستطلاع الذي شمل 32 من خبراء الاقتصاد والمحللين أن من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام القياس العالمي «مزيج برنت» 57.25 دولار للبرميل في 2017 بما يقل قليلاً عن توقعات الشهر الماضي ببلوغه 57.52 دولار للبرميل. وبلغ أعلى سعر متوقع لخام «برنت» 73 دولاراً في 2017 ل «رايموند جيمس» بينما كان أقل سعر متوقع من «كوميرتس بنك» عند 51 دولاراً للبرميل. وقال المدير لدى «كريسيل» للبحوث راهول بريثياني، إن من المتوقع أن يعوض نمو الإنتاج الأميركي جزءاً من التخفيضات التي تنفذها «منظمة البلدان المصدرة للنفط» (أوبك) ومنتجون آخرون. وقال «إذا واصل المنتجون الأميركيون زيادة إنتاجهم بنفس الوتيرة فمن المتوقع أن تتأخر عودة سوق النفط إلى التوازن إلى ما بعد عام 2017». ومن المتوقع أن يزيد إنتاج النفط الصخري الأميركي بواقع 109 آلاف برميل يومياً إلى 4.96 مليون برميل يوميا في نيسان (أبريل) ليسجل أكبر زيادة على أساس شهري منذ تشرين الأول (أكتوبر) وفقاً لتقرير «إدارة معلومات الطاقة الأميركية» الصادر هذا الشهر. ويقول محللون إن الاتفاق الأول الذي تبرمه «أوبك» بخصوص خفض الإمدادات منذ 2008 يمكن أن يواجه تحديات من ضعف مستوى امتثال المشاركين من خارج المنظمة حتى في الوقت الذي تلتزم فيه دول «أوبك» بالاتفاق بوجه عام. وقال المحلل لدى «تومسون رويترز» و«أويل ريسيرش آند فوركاستس» جيورجوس بيليريس، إن «ضعف الالتزام من خارج المنظمة قد يهدد ما تبقى من الاتفاق في الوقت الذي تتحمل فيه السعودية معظم العبء بينما لم تنفذ روسيا، التي تعد منافساً مباشراً لها في حالات عدة، الخفض المتعهد به». وأظهر مسح ل «رويترز» الأربعاء الماضي، أن إنتاج «أوبك» من النفط سينخفض على الأرجح للشهر الثالث على التوالي في آذار (مارس) في الوقت الذي حققت فيه الإمارات العربية المتحدة تقدماً في تقليص الإمدادات. في الوقت نفسه، عرقلت أعمال الصيانة واضطرابات الإنتاج في نيجيريا وليبيا المستثنيتين من اتفاق خفض الإنتاج. وتعهدت «أوبك»، التي تجتمع في 25 أيار (مايو) في فيينا، العام الماضي خفض الإنتاج بحوالى 1.2 مليون برميل يومياً في النصف الأول من 2017. وتعهد منتجون من خارج المنظمة خفض الإنتاج بحوالى نصف ذلك المقدار. وهبط خام «برنت» حوالى خمسة في المئة منذ بداية الشهر ليسجل أكبر انخفاض منذ تموز (يوليو). وأدى ارتفاع المخزونات الأميركية إلى مستوى قياسي إلى خفض المضاربين لحيازاتهم من العقود الآجلة والخيارات الخاصة بالنفط الخام الأميركي إلى المستوى الأدنى منذ كانون الأول (ديسمبر). وقالت المحللة لدى وحدة «إيكونوميست إنتلجنس» كايلين بيرش إن «التسييل المبدئي في المراكز الصافية الطويلة الأجل يثير المخاوف، إنه يعكس ضعف ثقة السوق في أسعار النفط في ظل تنامي الاستثمار وإنتاج النفط الصخري الأميركي». وأضافت بيرش أن معظم الدول المنتجة للنفط سترى خطراً رئيساً يتمثل في البيع بوتيرة أسرع مما سيعزز مبررات تمديد اتفاق «أوبك». وتوقع الاستطلاع أن يبلغ متوسط سعر العقود الآجلة لخام «غرب تكساس الوسيط» الأميركي في المتوسط 55.29 دولار للبرميل في 2017 بانخفاض طفيف عن التوقعات الصادرة الشهر الماضي والتي بلغت 55.66 دولار للبرميل.