أعلنت وزارة التعليم في السعودية أول من أمس (الأربعاء)، عن نيتها التخلي عن طباعة عشرات الملايين من الكتب المدرسية سنوياً إلى طلبة المدارس، في خطوة توفر على موازنة الدولة أكثر من بليون ريال سنوياً، يكون مصير غالبيتها سلة المهملات. ونقلت وزارة التعليم تصريحاً لوزيرها أحمد العيسى، نشرته في حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قال فيه: «نتوقع أن تتوقف وزارة التعليم عن طباعة الكتب والمقررات الدراسية بعد عامين أو ثلاثة». وغرد وزير التعليم على حسابه في «تويتر» أول من أمس (الأربعاء): «تم التوقيع على اتفاق تنفيذ مبادرة التحول نحو التعليم الرقمي بين الوزارة وشركة تطوير لتقنيات التعليم»، كاشفاً عن «تخصيص 1.6 بليون ريال لجميع مراحل المشروع خلال السنوات الثلاث المقبلة». وأضاف الوزير «وقعت ثلاثة عقود بين شركة تطوير لتقنيات التعليم مع ثلاث شركات متخصصة لتنفيذ المرحلة الأولى التي تشمل 150 مدرسة وفي السنة التالية 1500 مدرسة، وفي السنة الثالثة جميع مدارس المملكة»، لافتاً إلى أن «المبادرة تمثل إحدى المبادرات المهمة في برنامج التحول الوطني 2020 للتحول من التعليم الحالي إلى التعليم الرقمي الذكي». ويتجاوز عدد طلبة مدارس التعليم العام في السعودية ستة ملايين طالب وطالبة، يستهلكون سنوياً 120 مليون نسخة من الكتب المدرسية، بمعدل 10 كتب في الفصل الدراسي الواحد وبكلفة تتجاوز بليون ريال. ويعاني بعض طلاب المدارس السعودية سنوياً من التأخير في تسلمهم المقررات الدراسية، ويرجع ذلك إلى أسباب عدة، منها تأخر المطابع أو التعميدات، أو لإجراء تعديلات على المناهج، ما يربك العملية التعليمية، ويضطر معها الطلبة إلى استعارة المقررات من زملائهم وتصويرها، ما أثار استياء كثير من أولياء الأمور الذين اضطروا إلى شراء المقررات لأبنائهم، فتحت معه هيئة الرقابة والتحقيق تحقيقاً في الأمر. وبينما يلقي أولياء الأمور بالمسؤولية على الوزارة في تأخير تسليم المناهج، عزت الوزارة ذلك إلى المطابع أحياناً، وأخرى إلى زيادة في أعداد قبول الطلاب المقيمين في مدارس التعليم العام. وحاولت الوزارة من جانبها حل مشكلة تأخر وصول الكتب إلى المدارس، بإتاحتها إلكترونياً عبر بوابتها الرسمية لجميع المراحل الدراسية، فيما استبقت بعض الإدارات التعليمية انطلاق العام الدراسي بإعلانها استعدادها لتسليم الكتب المدرسية لمن يرغب من الطلاب، إضافة إلى طباعتها المقررات على أقراص إلكترونية لجميع المراحل وتوزيعها على الطلاب. وانتشرت خلال السنوات الماضية ظاهرة «تمزيق الكتب المدرسية» بين طلاب المدارس السعودية، خصوصاً بعد الانتهاء من الاختبارات، وهو ما رأى فيه مختصون «سلوكاً يحمل بعداً ثأرياً وانتقامياً، وإهانةً للعلم» يصدر بدافع التنفيس عن كبت وضغط نفسي يعاني منه الطلبة أثناء الاختبارات، فيعمدون إلى تمزيق أو حرق الكتب ما يمثل هدراً اقتصادياً لكتب تنفق عليها الدولة بلايين الريالات. وفي محاولة لامتصاص هذا السلوك العدواني من الطلاب، طالب مهتمون المدارس بتشجيع الطلاب على المحافظة على كتبهم وتسلميها نهاية الفصل الدراسي إلى المدرسة في مقابل تخصيص مكافآت وجوائز لهم. وكثرت المطالبات من معلمين وأولياء أمور خلال السنوات الماضية بالتخلي عن الكتاب الورقي واستخدام الكتب والتطبيقات الإلكترونية لإنهاء هذه المشكلة، وتوفير بلايين في طباعة كتب فاخرة يكون مصيرها سلة المهملات. وكانت وزارة التعليم أعلنت في أيلول (سبتمبر) من العام 2013 عن أول مشروع للتحول من الكتب الورقية إلى إلكترونية تفاعلية، ضمن مشروع «المحتوى الرقمي» الذي يدمج المقررات بمواد تقنية تضم مقاطع فيديو وعروضاً مرئية للطلاب في المراحل التعليمية.