رحب المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي بنتائج القمة العربية التي احتضنتها الأردن وما توصلت إليه من قرارات بناءة تخدم القضايا العربية، وتسهم في تحقيق أهداف وتطلعات الدول العربية. وأكد رئيس الدورة وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة خلال اجتماع الدورة ال142 للمجلس الوزاري أمس (الخميس) في الرياض على رسوخ وقوة موقف دول المجلس في مواجهة التحديات والتهديدات المحيطة بها أياً كان مصدرها، وجهودها الدؤوبة وخطواتها النوعية في بناء قدراتها الذاتية، وتعزيز سلامة الجبهة الداخلية في إطار استراتيجيتها الأمنية والدفاعية. وناقش وزراء الخارجية ما تم تنفيذه بشأن قرارات المجلس الأعلى لمجلس التعاون، بما في ذلك متابعة تنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بشأن تعزيز العمل الخليجي المشترك، وعدد من المواضيع والمشاريع التكاملية المتعلقة بمسيرة العمل الخليجي المشترك. وجدد المجلس الوزاري التأكيد على قلقه من استمرار اختطاف عدد من المواطنين القطريين في العراق، داعياً الحكومة العراقية إلى تحمل مسؤوليتها لضمان سلامة المخطوفين وإطلاق سراحهم. وأكد المجلس الوزاري على مواقف وقرارات مجلس التعاون الثابتة تجاه الإرهاب والتطرف، وعلى استمرار دعم مشاركة دول المجلس للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق، مشدداً على ضرورة حماية المدنيين وعودة النازحين والمهجرين إلى مدنهم وقراهم، ورحب بنتائج المؤتمر الدولي لتعزيز جهود الدول الإسلامية والصديقة ضد تنظيم ما يسمى داعش، الذي عقد في الرياض في منتصف كانون الثاني (يناير) من العام الحالي، معتبراً ذلك تجسيداً لالتزام السعودية المستمر تجاه دعم ومساندة كل الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب. وأشاد بحصول ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف على جائزة من (CIA) «وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية» للعمل الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة الإرهاب، الذي يعتبر اعترافاً دولياً للعمل المميز الفاعل للمملكة في مكافحة الإرهاب. كما أشاد بجهود الأجهزة الأمنية بمملكة البحرين وكفاءاتها العالية في الحفاظ على أمن واستقرار المملكة وسلامة أراضيها، معرباً عن استنكاره الشديد لما ورد في بيان مندوب الاتحاد السويسري أمام مجلس الأممالمتحدة لحقوق الانسان في دورته 34 بجنيف، حول حقوق الإنسان في البحرين، مؤكداً رفضه وبشكل قاطع للمزاعم والادعاءات المتضمنة في ذلك البيان. وأعرب المجلس الوزاري عن ترحيبه بالبيان الصادر من وزارة خارجية الولاياتالمتحدة الأميركية والمتضمن وضع بعض الأشخاص ممن ينتمون لما يسمى بسرايا الأشتر الإرهابية على قائمة الإرهابيين العالميين، معتبراً أن هذا الموقف يعكس إصرار أميركا على التصدي لكل اشكال الإرهاب على الصعيدين الإقليمي والدولي، وكل من يقوم بدعمه أو التحريض عليه أو التعاطف معه، ويمثل دعماً ملموساً لجهود البحرين في تعزيز الأمن والسلم فيها. وشدد على مواقف وقرارات مجلس التعاون الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، كما جدد المجلس مواقف وقرارات مجلس التعاون الثابتة التي شددت عليها البيانات السابقة كافة، الرافضة لاستمرار احتلال إيران للجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة للإمارات العربية المتحدة. واستمع المجلس إلى شرح من النائب الأول لرئيس الوزراء وزير خارجية دولة الكويت الشيخ صباح الصباح بشأن الزيارة التي قام بها إلى إيران في كانون الثاني (يناير) الماضي، التي نقل خلالها رسالة أمير الكويت إلى الرئيس الإيراني حول العلاقات الخليجية - الإيرانية، وأعرب المجلس عن رفضه التام لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس والمنطقة. وأعرب المجلس الوزاري عن استنكاره وإدانته لاستمرار النظام الإيراني بإصدار التصريحات الاستفزازية غير المسؤولة، والأعمال العدوانية تجاه مملكة البحرين، ودعمه لعصابات إرهابية، وتأجيجه النعرات الطائفية ضرباً للوحدة الوطنية في المملكة، داعياً النظام الإيراني إلى الكف عن السياسات التي من شأنها تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية، وضرورة الامتناع عن إنشاء ودعم الجماعات والميليشيات التي تؤجج هذه النزاعات في الدول العربية. وأكد على مواقف وقرارات مجلس التعاون الثابتة بشأن الأزمة السورية، ورحب المجلس الوزاري بتعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتوقيع قرار تنفيذي لوضع خطة لإنشاء مناطق آمنة في سورية. وأشار إلى مواقف وقرارات مجلس التعاون الثابتة بشأن الأزمة في اليمن، ودان قيام جماعة الحوثي وصالح باستهداف المراكز السكانية في السعودية واليمن بالصواريخ الباليستية، وقصف مقر لجنة التهدئة والتنسيق التابع للأمم المتحدة في ظهران الجنوب بالسعودية، وأكد ضرورة الحفاظ على سلامة الملاحة الدولية في باب المندب، وعلى مصالح الدول المطلة على البحر الأحمر، وتدفق المساعدات الإنسانية إلى اليمن. وجدد التأكيد على مواقف وقرارات مجلس التعاون الثابتة بشأن العراق، وعبر عن دعمه لحكومة العراق في اتخاذ التدابير لمكافحة الإرهاب والهادفة إلى تحقيق الأمن والاستقرار في العراق، مؤكداً «أهمية الحفاظ على سلامة ووحدة أراضي العراق وسيادته الكاملة وهويته العربية الإسلامية ولمواجهة الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة تكريساً لسيادة الدولة وانفاذ القانون»، معرباً عن أسفه للتصريحات الصحافية المنسوبة لعدد من المسؤولين العراقيين، وتوجه بعض وسائل الإعلام العراقية المعادي تجاه دول في مجلس التعاون، مستنكراً استغلال أراض في الجمهورية العراقية الشقيقة لتدريب وتهريب الأسلحة والمتفجرات لدول أعضاء في المجلس. وأعرب عن رفضه للتصريحات الصادرة عن نائب الرئيس العراقي نوري المالكي والمتحدث الرسمي باسم الخارجية العراقية بشأن الأحكام القضائية العادلة التي نفذت بحق مدانين في قضايا إرهابية في البحرين، مؤكداً رفض دول المجلس لأي شكل من أشكال التدخل في شؤونها الداخلية. وأكد على مواقف وقرارات مجلس التعاون الثابتة بشأن الأزمة الليبية. كما أكد المجلس الوزاري على مواقف وقرارات مجلس التعاون الثابتة بشأن لبنان، ورحب بالزيارة التي قام بها الرئيس ميشيل عون رئيس الجمهورية اللبنانية إلى المملكة العربية السعودية ودولة قطر في يناير 2017، مؤكداً أهمية العلاقات التي تربط بين دول المجلس ولبنان على الصعد كافة، ودعم لبنان بما يحقق أمنه واستقراره وازدهاره.