انضم عشرات "حاخامات" (رجال دين يهود) مدن وبلدات إسرائيلية محسوبين على تيار "الصهيونية الدينية" ويتلقون رواتبهم من خزينة الدولة، إلى حاخام مدينة صفد مردخاي الياهو الذي أصدر أخيرا فتوى دينية تحظر تأجير مساكن للطلبة العرب في المدينة، ووقّعوا عريضةً يدعون فيها اليهود إلى عدم تأجير مساكن للعرب معتبرين هذه الدعوة تأييداً لموقف الحاخام الياهو الذي تعرض لانتقادات من رجال دين آخرين اعتبروا دعوته مخالفة للتوراة وطالبوا بتقديمه للمحاكمة. وأفادت أوساط قريبة من الحاخامات الموقعين على العريضة أن الهدف منها هو إرسال رسالة إلى المستشار القضائي للحكومة بأن موقف شبيرا يتلاءم وتعليمات التوراة وليس موقفاً سياسياً "وبالتالي لا يجوز تقديمه إلى المحاكمة أو اتخاذ أية إجراءات عقابية ضده". وكان حاخام مدينة صفد عقد الشهر الماضي مؤتمراً شارك فيه 400 شخص تحت عنوان "الحرب الهادئة – نحارب الاختلاط (مع شعب آخر) في المدينة المقدسة صفد"، معتبراً أن "أساس البلاء" هو كلية صفد الأكاديمية التي تجذب إليها مئات الطلبة العرب الذين يبحثون عن مساكن للإقامة في المدينة. وشارك في الاجتماع المتطرف باروخ مارزل من قادة حركة "كهانا" العنصرية المحظورة. وأعقب الاجتماع اعتداء على الطلبة في مساكنهم ثم لافتات علقت في الشوارع تدين أحد السكان اليهود الذي قام بتأجير منزل تابع له لثلاثة طلبة عرب وتطالب بفرض حرمان ديني عليه وتعرض لاحقاً لتهديدات بإحراق منزله. يشار إلى أن القانون الإسرائيلي يعتبر التحريض على خلفية قومية مخالفة جنائية، لكن النيابة العامة تراجعت عن تقديم لائحة اتهام ضد الحاخام شبيرا الذي يطلق بين الفترة والأخرى "فتاوى" تحرض على العرب. وتضمنت الفتوى اقتباسات من مصادر الشريعة اليهودية ودعت إلى التعامل مع أي يهودي يؤجر أو يبيع عقارات للعرب بأنه "منبوذ". واعتبر الحاخامات في الفتوى أن تأجير أو بيع بيوت سيؤدي إلى "تكفير الكثيرين من خلال زواج مختلط" وأن "كل شيء مرتبط بعنق البائعين" الذين "يلحقون أذى بالغ بجيرانهم... لأن نمط حياتهم (أي العرب) مختلف عن اليهود وبينهم من يضمرون الشر لنا إلى حد تشكيل خطر على النفوس". ووقع على الفتوى حاخامات العديد من المدن والبلدات وبينها مدن أسدود وريشون لتسيون وكرميئيل والعفولة ورحوفوت وراس العين وهرتسيليا ونهريا ونتسيرت عيليت (الملاصقة لمدينة الناصرة) وغيرها.