أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أهمية حل سياسي للأزمة اليمنية يستند إلى المبادرة الخليجية، كما شدد على مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية والسعي إلى إيجاد حل لها على أساس مبادرة السلام العربية، وأكد ضرورة إيجاد حل سياسي ينهي مأساة الشعب السوري ويحافظ على وحدة سورية ومؤسساتها. في ما يلي نص الكلمة: «بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية أصحاب الجلالة والفخامة والسمو معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية الحضور الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسرني أن أتقدم بالشكر والتقدير لجلالتكم وللحكومة والشعب الأردني الشقيق لاستضافة هذه القمة، مشيداً بدقة الترتيب وحسن التنظيم. كما أتوجه بالشكر للجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة، بقيادة فخامة الأخ الرئيس محمد ولد عبدالعزيز، على ما بذلته من جهود كبيرة خلال رئاستها القمة السابقة. والشكر موصول لمعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، والعاملين كافة بالجامعة. جلالة الملك، الحضور الكرام، يجب ألا تشغلنا الأحداث الجسيمة التي تمر بها منطقتنا عن تأكيدنا للعالم مركزية القضية الفلسطينية لأمتنا، والسعي إلى إيجاد حل لها على أساس قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية. أيها الإخوة، ما زال الشعب السوري الشقيق يتعرض إلى القتل والتشريد، ما يتطلب إيجاد حل سياسي ينهي هذه المأساة ويحافظ على وحدة سورية ومؤسساتها وفقاً لإعلان جنيف1 وقرار مجلس الأمن الرقم 2254. وفي الشأن اليمني، فإننا نؤكد أهمية المحافظة على وحدة اليمن وتحقيق أمنه واستقراره، وأهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ونتائج الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن الرقم 2216، كما ندعو إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق اليمنية المختلفة. وفي ما يخص ليبيا، نرى أن على الإخوة في ليبيا العمل على الحفاظ على الأمن والاستقرار ووحدة الأراضي الليبية ونبذ العنف ومحاربة الإرهاب وصولاً إلى حل سياسي ينهي هذه الأزمة. الإخوة الحضور، إن من أخطر ما تواجهه أمتنا العربية التطرف والإرهاب، الأمر الذي يؤكد ضرورة تضافر الجهود لمحاربتهما بالوسائل كافة. كما إن التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية تمثل انتهاكاً واضحاً لقواعد القانون الدولي، وسيادة الدول، ومبادئ حسن الجوار. أيها الإخوة، تولي المملكة العربية السعودية أهمية كبرى لقضايا التنمية والتعاون الاقتصادي بين الدول العربية، ومن المهم تفعيل القرارات التي تهدف إلى تطوير العمل العربي المشترك في المجال الاقتصادي وتعزيزه. أيها الإخوة، إن إعادة هيكلة جامعة الدول العربية وإصلاحها وتطويرها أصبحت مسألة ضرورية ينبغي الإسراع في تحقيقها. وفي الختام، أرجو الله أن يوفقنا جميعاً لما فيه خير أمتنا العربية، وأن تكلل أعمال قمتنا بالنجاح والتوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».