مدريد، لندن - أ ف ب، رويترز - اتهمت لندن موقع «ويكيليكس» بمساعدة إرهابيي تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان»، عبر نشر وثيقة سرية عن مواقع «حساسة» في العالم طلبت وزارة الخارجية الأميركية حمايتها، «لأن استهدافها بهجمات يضرّ الصحة العامة والأمن الاقتصادي والوطني للولايات المتحدة». تزامن ذلك مع إعلان وزير العدل الأميركي اريك هولدر ان إدارة الرئيس باراك أوباما تبحث في قوانين أخرى غير قانون التجسس لمحاكمة مؤسس «ويكيليكس» جوليان اسانج، لكن خبراء قانونيين استبعدوا نجاح هذه الجهود بسبب تعقيدات. وقال ناطق باسم الحكومة البريطانية: «ندين نشر معلومات سرية غير مصرّح بها، وتضر الأمن القومي في الولاياتالمتحدة وبريطانيا وغيرهما»، مؤكداً ضرورة عمل الحكومات على أساس سرية المعلومات. ووصف وزير الدولة البريطاني السابق لشؤون الدفاع والشؤون الخارجية مالكولم ريفكيند تسريبات الموقع بأنها «غير مسؤولة أو حتى إجرامية، إذ يمكن ان تساعد مجموعات إرهابية». وتضمنت اللائحة خطوط اتصالات في قاع البحر ومرافئ وسدوداً وأنابيب نفط وغاز، ومناجم وشركات تصنّع خصوصاً منتجات صيدلة مهمة للصحة العامة. ومن أبرز الأماكن الحساسة، قناة بنما ومنجم كوبالت في الكونغو ومناجم أخرى في جنوب أفريقيا وأميركا اللاتينية، إضافة الى شركات تنتج لقاحات في الدنمارك وإيطاليا وألمانيا واستراليا. وفي وقت شكك خبراء قانونيون في إمكان مقاضاة اسانج بتهمة التجسس بسبب «الأرضية الضعيفة وغير العملية لإدانته في قانون الأميركي، ووجوده خارج الولاياتالمتحدة»، أعلن الوزير اريك هولدر ان اسانج يمكن ان يتهم بقضية أخرى غير التجسس، علماً أن الشرطة الدولية (انتربول) أصدرت مذكرة توقيف في حقه بتهمة التحرش الجنسي في السويد في آب (أغسطس) الماضي، أي بعد نشر «ويكيليكس» الدفعة الأولى من الوثائق السرية، والتي شملت الحرب في أفغانستان. وفي إطار حملته المستمرة على الإدارة الأميركية، دعا اسانج في مقابلة نشرتها صحيفة «ال باييس» الإسبانية، الرئيس أوباما الى الاستقالة «إذا كان وافق على تجسس ديبلوماسيين أميركيين على موظفي الأممالمتحدة»، وهو ما أورده «ويكيليكس» في إحدى وثائقه. وقال اسانج: «الأمر ذو أهمية كبيرة لطرحه على الرئيس من اجل الموافقة عليه. يجب أن يقول أوباما ما يعرفه عن هذا الأمر غير الشرعي، وإذا رفض أو ظهر دليل على موافقته على هذا العمل، يجب أن يستقيل». الى ذلك، أفاد موقع «ذي دايلي بيست» الإلكتروني المتخصص في السياسة الأميركية أن واشنطن تعتزم تنحية ديبلوماسييها الذين نقل «ويكيليكس» معلومات عنهم، مرجحاً ان يكون السفير الأميركي لدى أفغانستان كارل ايكينبيري أول المغادرين بسبب مراسلات تناول فيها الفساد داخل الحكومة الأفغانية، وآراء غير مؤيدة للرئيس حميد كارزاي، وكذلك السفير الأميركي لدى ليبيا جين كرتز الذي قال في مذكرة إن «الزعيم معمر القذافي لا يتنقل إلا برفقة ممرضة أوكرانية شقراء ومثيرة».