من المتوقع أن يشهد قطاع صناعة السياحة خلال السنوات المقبلة تطوراً من خلال مشاريع مرتقبة، بينها إنشاء 18 متحفاً وتهيئة 114موقع أثري وتراثي، وإطلاق شركات في الاستثمار السياحي، وفق ما أكده رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان أمس (الأحد). ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن الأمير سلطان بن سلمان غداة افتتاحه النسخة العاشرة من ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2017 بمركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات بحضور أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر، تأكيده على أهمية إسهام قطاع السياحة في زيادة الناتج المحلي باعتباره أحد أكثر القطاعات غير النفطية نمواً، إذ ارتفعت إيراداته من 57.3 بليون ريال في العام 2004، إلى166.8 بليون ريال نهاية العام 2016. ولفت الأمير سلطان بن سلمان إلى ما حققته صناعة السياحة منذ إنشاء الهيئة العام 2000، ومنها إنشاء 17 مجلساً للتنمية السياحية في مناطق السعودية، يساندها أكثر من 70 لجنة، وتضاعف عدد المنشآت المرخصة منذ بدء إشراف الهيئة على قطاع الإيواء من1402 منشأة العام 2009 إلى 6454 منشأة نهاية العام 2016، وزيادة عدد الشركات العالمية الدولية لتشغيل الفنادق من ثماني شركات العام 2002 إلى 25 شركة بنسبة نمو 300 في المئة، وزيادة عدد منظمي الرحلات السياحية إلى 566 منظم رحلات مرخصة، مقارنة ب10 منظميين العام 2002«. وأشار رئيس الهيئة إلى زيادة عدد العاملين في قطاعات صناعة السياحة المباشرة من 333 ألف سعودي العام 2004 إلى أكثر من 936 ألف سعودي، بنسبة نمو 181 في المئة، وارتفاع نسبة التوطين في الوظائف السياحية المباشرة إلى 28 في المئة العام الماضي، متوقعاً زيادة عدد الفرص الوظيفية إلى 1.2 مليون وظيفة بحلول العام 2020، وارتفاع التوطين بحلول 2020 إلى 30 في المئة. ونوه إلى تضاعف عدد السعوديين من كبار الموظفين في قطاع الإيواء السياحي بنسبة 280 في المئة، مرتفعاً من 2202 إلى 6273 موظف، ويشغلون في مجال تنظيم الرحلات نسبة 100 في المئة من الوظائف القيادية، وبلغ عدد المسارات السياحية المنظمة المرتبطة بمواقع الجذب السياحي، أكثر من 64 مساراً، ما أحدث نقلة نوعية في مجال تنويع المسارات والأنماط السياحية. وكشف رئيس الهيئة أن موازنة المرحلة الأولى من برنامج خادم الحرمين للعناية في التراث الحضاري3.8 بليون ريال، منها 1.3 بليون العام المقبل، لافتاً إلى إقرار الدولة أخيراً برنامجين رئيسين لتمويل مشاريع السياحة ضمن مبادرات «التحول الوطني 2020»، وهما: مبادرة إقراض المشاريع السياحية والفندقية مع وزارة المال بمبلغ 2.7 بليون ريال، ومبادرة ضمان التمويل للمشاريع الصغيرة والمتوسطة مع برنامج «كفالة» ب270 مليون ريال تضخ في رأس مال البرنامج وينتج منه تمويل ب1.5 بليون ريال. وأفاد الأمير سلطان بن سلمان أن مبادرات الهيئة ضمن «التحول الوطني» بلغت 31 مبادرة، منها15 للهيئة و16 بالتعاون مع الشركاء، بكلفة 9،930 بليون ريال، نسبة الهيئة منها 40 في المئة، متوقعاً وصول إجمالي استثمارات القطاع الخاص إلى أكثر من 16 بليون ريال، تمثل نسبتها 64 في المئة من إجمالي التكاليف المالية نهاية العام 2020. ويشهد القطاع خلال الفترة المقبلة افتتاح باكورة مشاريع شركة الضيافة التراثية، وتنفيذ أخرى بالشراكة مع جهات حكومية وخاصة، ومنها مشروع تطوير الطائف، والوجهات السياحية على الشاطئين الشرقي والغربي للمملكة ومشروع «مدينة عكاظ» بموازنة بلغت 815 مليون ريال، منها 250 مليون ريال لإنشاء البنية الأساسية للمشروع، و565 مليون ريال لمشاريع تطوير داخل السوق تنفذها الدولة. وأشار رئيس الهيئة إلى صدور قرار حكومي بتسجيل جمعية المعارض والمؤتمرات رسمياً جمعيةً أهليةً مقرها الرياض ويرأس مجلس إدارتها الأمير سعود العبدالله الفيصل. وأكد أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر في كلمته خلال الملتقى على تركيز برنامج «التحول الوطني»، و«رؤية 2030» على السياحة بوصفها صناعة شاملة متعددة الروافد، وأحد أهم القطاعات الاقتصادية على مستوى العالم، منوهاً إلى إصدار المملكة في السنوات الأخيرة قرارات وأنظمة لدعم القطاع. ويهدف الملتقى الذي يشارك فيه أكثر من 200 جهة إلى عرض فرص استثمارية جديدة في المجالات السياحية في معرضه، إضافة إلى عقد شراكات بين الشركات المحلية والأجنبية الرائدة لدعم وتطوير البنية التحتية للقطاع في المملكة، وتحفيز المبادرات الاستثمارية الجديدة، وإبراز مقومات وفرص الاستثمار فيه.