تجتذب ألمانيا باستمرار المزيد والمزيد من المسافرين من دول الخليج العربي، ولا سيما خلال فصل الصيف. ووفقاً لبيانات حديثة صادرة عن المجلس الوطني الألماني للسياحة (GNTB)، بلغت الزيادة في عدد السياح القادمين من المنطقة نسبة مثيرة للإعجاب وبواقع 66 في المئة في شهر تموز (يوليو) الماضي مقارنة مع الشهر نفسه من العام 2009. وارتفعت نسبة المسافرين من الخليج العربي إلى ألمانيا في الفترة بين كانون الثاني (يناير) وتموز (يوليو) 2010 بمقدار 40,2 في المئة. وبتسجيلها عدد ليالي مبيت بلغت 620,510 والتي قضاها مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي في ألمانيا، تصبح منطقة الخليج واحدة من أقوى الأسواق الخارجية لصناعة السياحة الألمانية، لتحتل بذلك المرتبة الثانية بعد الولاياتالمتحدة الأميركية. وقالت أنتيه رودينغ، المدير الإقليمي للمبيعات والتسويق في المكتب الوطني الألماني للسياحة في منطقة الخليج: «يعد فصل الصيف أهم فترة للسفر بالنسبة الى السياح القادمين إلى ألمانيا بصورة عامة، ولعل 34 في المئة من عدد الليالي التي قضاها السياح الأجانب في ألمانيا قد تم تسجيلها في فصل الصيف. ويعد شهرا تموز وآب (أغسطس) تقليدياً من أهم الأشهر الرئيسة للسفر خصوصاً في منطقة الخليج العربي. وقد مثل تموز هذا العام نجاحاً خاصاً مع تسجيل ارتفاع بلغ 66 في المئة في أعداد السياح القادمين من منطقة الخليج إلى ألمانيا. وأسهم النمو الحاد في السياحة القادمة من الخليج الى ألمانيا في ذلك الشهر في شكل كبير في جعل موسم الصيف للعام 2010 في غاية النجاح». كما أعربت رودينغ عن تقديرها للزيادة الهائلة في أعداد السياح القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي، مؤكدةً أن ألمانيا تحتل المرتبة الثانية على قائمة الدول الأوروبية الأكثر استقطاباً للمسافرين القادمين من هناك. ودأب المكتب الوطني الألماني للسياحة على مدى السنوات الماضية على الترويج لألمانيا في شكل مكثف في منطقة الخليج، وذلك من خلال إطلاق الكثير من المبادرات والحملات التسويقية لممثلي صناعة السفر ووسائل الإعلام المحلية. ومن بين الحملات الترويجية التي يقوم المكتب بتنظيمها كل عام ورشة العمل التي حملت عنوان «دلال في ألمانيا». وقد استعرضت ورش العمل الناجحة هذه والتي أقيمت في مختلف دول مجلس التعاون، أهم أوجه الجذب السياحي في ألمانيا، مبرزةً على وجه الخصوص العروض المصممة خصيصاً لتلبية متطلبات الزوار العرب. وضمت التدابير الأخرى إقامة جولات دراسية ودورات تدريبية وعروضاً لممثلي صناعة السفر والتي تهدف إلى تعريف الجمهور الإقليمي على نطاق أوسع بما تقدمه ألمانيا كوجهة سفر لضيوفها. ولم يقتصر نجاح هذه التدابير على الزيادة الحاصلة في أعداد السياح القادمين من منطقة الخليج إلى ألمانيا، وإنما تمثل أيضاً في الفائدة الكبيرة للشركات القائمة في صناعة السفر في شكل عام، مثل شركات الطيران التابعة لمجموعة لوفتهانزا. وقامت مجموعة لوفتهانزا، الممثلة في الإمارات بكل من لوفتهانزا والخطوط الجوية السويسرية والخطوط الجوية النمسوية، بنقل أكثر من نصف مليون راكب بين دولة الإمارات وأوروبا في العام 2009. وفي هذا الصدد، قال بيتر بولاك، مدير عام الإمارات ومدير منطقة الخليج والعراق لدى لوفتهانزا: «اختار أكثر من 300000 راكب في العام 2009 لوفتهانزا للقيام برحلات جوية بين الإماراتوألمانيا». وأضاف: «يبدو أن العام 2010 أكثر تفاؤلاً مع تسجيل نمو في عدد الركاب بلغ نحو 10 في المئة عن العام السابق». ويستعد المكتب الوطني الألماني للسياحة مرة أخرى العام المقبل لجذب المزيد من الزوار العرب من منطقة الخليج إلى ألمانيا، وذلك من خلال تقديم عروض مصصمة خصيصاً لهذه الفئة المستهدفة. وإلى جانب الحملة الترويجية الناجحة للغاية التي ستقام مجدداً في العام 2011، ثمة الكثير من الحملات الترويجية التي سيُسلط عليها الضوء في العام المقبل. وسيشهد العام 2011 الترويج للسياحة الصحية والتعافي في ألمانيا، وهو نوع من أنواع العطلات التي تلقى رواجاً كبيراً في دول الخليج، على اعتبار أن السياحة الطبية على وجه الخصوص تحظى بأهمية كبيرة للزوار القادمين من دول الخليج. يستمتع الضيوف بالظروف الممتازة للقطاع الطبي الألماني الذي يلبي كل احتياجاتهم. وتقدم غالبية المستشفيات في ألمانيا عروضاً خاصة لضيوفها العرب، مثل توفير مترجمين الى اللغة العربية للمرضى ومرافقيهم. وعلاوة على ذلك، ثمة عدد من الأحداث الرئيسة التي ستقام في العام المقبل وستكون بمثابة عوامل جذب للضيوف الذين يخططون لزيارة ألمانيا. وعلى سبيل المثال، سيتم الاحتفال في العام 2011 بالذكرى ال 125 لصناعة السيارات في ألمانيا، والتي من المقرر أن تكون من الأحداث المثيرة للكثير من السياح العرب القادمين من الخليج نظراً الى الشعبية الواسعة التي تحظى بها السيارات الألمانية في المنطقة.