يشهد المجتمع السعودي والعربي عموماً تنافساً محموماً لدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية، فمن صناعة أكبر ثوب في العالم وأكبر سلة خوص، إلى أكل 22 عقرباً حياً، وصولاً إلى مالك أكبر عدد من السبح الشخصية وأكبر عدد من اللوحات القديمة للسيارات. وعلى رغم أنه يصعب أحياناً إغفال القيمة الإيجابية لمثل هذه الخطوات، إلا أن المختصين يشددون على أهمية استغلالها في ما يخدم البشرية وألّا تقتصر على الأسبقيات الطريفة فقط. والاهتمام السعودي بالانضمام الى الموسوعة يؤكده المسؤول السابق عنها في السعودية محمد شريف، موضحاً بأن متوسط عدد الطلبات التي يتقدم بها سعوديون سنوياً يزيد على 40 طلباً. لكن عدد من يتسجل في شكل رسمي قليل جداً مقارنة بأعداد الحالات المتقدمة، عازياً الدوافع وراء التهافت على تسجيل أرقام قياسية الى البحث عن الشهرة، أو لاعتقاد البعض بأن المسجلين يحصلون على عوائد مادية مؤكداً أنه اعتقاد خاطئ، حيث لا يحصل المشترك على أي جائزة نقدية أو عينية حتى لو نجح في تدوين اسمه. ويعتبر أن الشروط الخاصة بالموسوعة تشكل أكبر عقبة للوصول، حيث يعتبرها دقيقة للغاية ومن الممكن أن يطلب من الشخص إعادة تصوير لمهارته مرات عدة في شكل أكثر احترافية، مؤكداً أن من أهم أسباب فشل بعض المتقدمين في التسجيل يعود الى التكلفة المادية التي يتحملها في سبيل تصوير مهارته والتي تصل إلى 6 آلاف دولار. ويضيف: «من يُرِد تحقيق رقم قياسي وليس لديه القدرة المالية للتصوير فلا يستطيع إكمال طريقه لدخول الموسوعة». لكنه يرجع فشل كثيرين الى عدم استيفائهم الشروط المطلوبة، أو العجز عن تخطي الرقم القياسي. وعايش محمد شريف إبان إشرافه على الموسوعة في السعودية الكثير من المواقف الطريفة والغريبة يذكر من ضمنها سعودياً يستطيع وضع فنجان شاي في فمه، وآخر من مصر لم يشرب الماء طوال حياته. ويقول صاحب أكبر ثوب في العالم السعودي لؤي نسيم ان رغبته في شكر مدينته جده هي أكبر دافع وراء قيامه بالخطوة، وذلك بتسجيل اسمها في اكبر موسوعة، إضافة إلى المشاركة الاجتماعية في المؤسسات الخيرية بإهدائها ثياباً جديدة مصنوعة من أكبر ثوب بعد تقطيعه.