أبيدجان، بروكسيل، بنغالور (الهند) باريس، نيويورك – رويترز، أ ف ب – أدى الرئيس لوران غباغبو اليمين رئيساً لساحل العاج لولاية جديدة، بعد إلغاء المجلس الدستوري، أكبر هيئة قضائية في البلاد، قرار لجنة الانتخابات إعلان فوز منافسه زعيم المعارضة رئيس الوزراء السابق الحسن وترة الذي أيده زعماء العالم، وفي مقدمهم الرئيس باراك أوباما ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والاتحاد الاوروبي. وأعلن غباغبو أمام حشد من أنصاره بعد مراسم التنصيب أمس مواصلته «العمل مع كل دول العالم لكنني لن أفرّط مطلقاً بسيادتنا»، مشدداً على أنه لم يدعُ طرفاً خارجياً لتنصيبه، معتبراً نفسه حامي «القانون». وفيما أعلن الجيش «ولاءه» لغباغبو، تبادلت قوات الأمن النار مع مسلحين على مشارف حي أبوبو الشعبي وضاحية انياما شمال العاصمة أبيدجان، وفي حي بور بويه (جنوب)، حيث تتمركز قوات فرنسية. وتظاهر مئات من الشبان الغاضبين في شوارع حي كوماسي الشعبي (جنوب)، ووضعوا متاريس وأضرموا النار في إطارات وأخشاب وسط أجواء متوترة. وأقام شبان آخرون متاريس في شارع جيسكار ديستان، كبرى جادات ابيدجان المؤدية إلى مركز الإدارة والأعمال في حي بلاتوه، لكنها ازيلت بسرعة. كما أقيمت متاريس في بواكيه (وسط)، ثم عادت الحياة الى طبيعتها وفتحت المتاجر مجدداً، وتوجه الزبائن الى السوق الكبيرة. وفي بروكسيل، أعلن رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو أن وترة هو «الفائز الشرعي» في الانتخابات، ودعا غباغبو إلى احترام «نتيجة الاقتراع»، مبدياً قلقه من أعمال عنف. وإعترفت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون أيضاً بفوز وترة، ووجهت تحذيراً إلى أنصار غباغبو، الذي بقي في السلطة منذ العام 2005 على رغم انتهاء ولايته. ومن الهند، دعا ساركوزي إلى احترام إنتخاب وترة رئيساً «غير القابل للطعن»، والامتناع «عن أي مبادرة من شأنها إثارة عنف». وكان قصر الاليزيه اعلن في بيان أن ساركوزي أجرى محادثات حول الوضع في ساحل العاج مع الأمين العام للامم المتحدة وغباغبو ووترة، من دون أن يوضح مضمونها. وقال الناطق باسم الأمين العام إن بان كي مون «يهنىء الحسن وترة ويطلب منه العمل من أجل إحلال سلام دائم واستقرار ومصالحة في ساحل العاج. ويطلب من الرئيس غباغبو أن يفعل ما عليه لخير بلاده والتعاون من أجل عملية انتقالية سياسية من دون صدامات»، إحتراماً لإرادة شعب ساحل العاج. وأشار أوباما إلى أن «اللجنة الانتخابية المستقلة ومراقبين جديرين بالثقة ومعتمدين والأمم المتحدة أكدوا جميعاً نتيجة الانتخابات وصادقوا على صحتها». وحذّر جويلومي سورو رئيس وزراء ساحل العاج زعيم المتمردين سابقاً، من أن إلغاء نتيجة الانتخابات يهدد إعادة توحيد بلد مقسّم إلى شطرين منذ الحرب الأهلية في عامي 2002 و2003، واصفاً قرار المجلس الدستوري بأنه «تهديد خطر لفكرة إعادة توحيد البلاد».