طالب وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي ب «اجندة» لاجتماع جنيف الأسبوع المقبل بين بلاده والدول الغربية، قبل البدء بمفاوضات يريد الغرب ان تركز على الملف النووي لطهران. وتمنى متقي الذي كان يتحدث الى «الحياة» على هامش «حوار المنامة» حول «التعاون الإقليمي الأمني»، أن تؤدي «الإرادة السياسية وكذلك المفاوضات البناءة الى النتائج المرجوة». وكرر ان بلاده لا تتدخل في تفاصيل الوضع في لبنان، معتبراً «أنه ينبغي للقادة والفصائل اللبنانية أن يصلوا الى اتفاق». ولاحظ وزير الخارجية التركي محمد داود اوغلو، في حديث الى «الحياة» على هامش مؤتمر المنامة ان التبادل الذي حصل بين متقي ونظيرته الأميركية التي حضرت المؤتمر ايضاً يشكل «نافذة للفرصة المتاحة اليوم، ليس فقط هنا وإنما ايضاً بسبب المحادثات التي ستبدأ الاثنين المقبل» في جنيف. وقال متقي رداً على سؤال يتعلق بعرض اقامة «بنك للوقود النووية المدنية» ان هذه الفكرة «مدار بحث منذ سنوات عدة ومطروحة على الساحة. ونحن نؤمن تماماً أنه يجب على كل الدول المساهمة والمشاركة الفعالة في مثل هذا الوضوع، وأن الدول التي لديها قابلية بإمكانها أن تكون لديها المشاركة في بنك التزوّد بالوقود. يجب الاّ تُعزل أية دولة في هذا الموضوع... هناك بعض الدول التي لا ترى أن في مصلحتها الاقتصادية أن تتجه الى هذا البنك. لكن هناك دول راغبة، وأن يتسنى لهذه الدول الراغبة أن تشارك مشاركة فعالة. ومن هذا المنطلق ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتمتع بالقابلية بهذا الموضوع وهي تتمكن أن تنشئ فرعاً لهذا البنك في إيران». وسئل متقي عن تعمد كلينتون التقرب منه على هامش المؤتمر، فأجاب: «هي سلّمت علي وأنا قمت بالرد عليها. أما في ما يتعلق بحوار أو مفارقات جنيف، بعد شهور من التقلبات، أخيراً تم تحديد الموعد وتحديد المكان. ولدينا أمل. ونتمنى أن الإرادة السياسية وكذلك المفاوضات البناءة أن تؤديا الى النتائج المرجوة. أعتقد أن أول خطوة في هذا المجال هي تحديد أجندة هذا الحوار. ففي بداية المفاوضات يجب أن يتم الاتفاق على الأجندة». وسئل الوزير الإيراني عن موقف بلاده من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، فأجاب «ان الهدوء والاستقرار والأمن والوحدة الوطنية هي من المقومات الأساسية التي يُجمع عليها جميع القادة في لبنان. نحن نعتقد أن مسار المحكمة يجب أن يكون بعيداً من الصراعات السياسية والحزبية، وعن المسار الذي كان قائماً قبل سنوات أربع أو سنوات عدة. ويجب أن يكون المسار هو المسار القضائي والقانوني البحت». وشدد على «اننا لن نتدخل في تفاصيل لبنان. نحن نعتقد ولدينا هذه القناعة بأنه ينبغي للقادة والفصائل اللبنانية، في إطار حوار، أن يصلوا الى اتفاق. هذا موقفنا دائماً ونحن نوضحه خلال لقاءاتنا مع القادة والفصائل اللبنانية. وفي ما يتعلق بالمحكمة فإنني تحدثت بصراحة وبصرامة. فأنا قلت لكم إننا شهدنا فترة كانت فيها صراعات سياسية. أذاً، ينبغي للشعب اللبناني وللمسؤولين في لبنان بأن يتابعوا موضوع اغتيال (رئيس الحكومة السابق) رفيق الحريري، شرط أن يكون بعيداً من هذه الصراعات السياسية». ووصف اوغلو، في لقائه مع «الحياة»، الأخذ والرد بين كلينتون ومتقي، عبر الكلمات الرسمية وفي المجاملات والتحية، بأنه جزء من «النافذة الى الفرصة المتاحة اليوم، ليس فقط هنا وإنما ايضاً بسبب المحادثات التي ستبدأ الاثنين المقبل. فهذه المواقف تعكس الزخم الإيجابي لتلك المحادثات في كلمتي كل منهما. ونحن نأمل بأن يخلق ذلك حقاً نافذة الفرصة». واعتبر داوود أوغلو أن ردود فعل متقي على العرض المتعلق ب «بنك الوقود النووية السلمية» إيجابية. وقال: «الفكرة جيدة إنما يعتمد الأمر على آلية التنفيذ». وكشف داوود أوغلو أنه اجتمع مع متقي لمدة ساعة في أعقاب خطاب كلينتون «ولقد وجدت الوزير متقي بنّاء جداً عشية بدء المحادثات» في جنيف. وقال: «يجب أن تنسى الأطراف ما حدث في الماضي وأن تركز الآن على المحادثات ومستقبلها». وفي ما يخص لبنان، قال داوود أوغلو: «إننا ننظر الى لبنان كجار ولاعب مهم في المنطقة. وأن وحدة وسلامة أراضيه والتوافق السياسي في لبنان أمور مهمة. وما قلناه للقادة اللبنانيين: حافظوا على هذه الوحدة. استمروا في الحفاظ على الحكومة. وفي ما يتعلق بالمحكمة الدولية، يجب النظر إليها حصراً كقضية قانونية ويجب عدم تسييسها من أي من الطرفين. ونحن نأمل بأن يكون هناك توازن بين العدالة والاستقرار السياسي في مسألتي المحكمة الدولية والمسائل الأخرى كتلك المعنية بشهود الزور. فيجب التعامل معهما بصورة مناسبة». وشدد على «ان الصيغة السعودية - السورية، وفق ما نعلم، توفر ارضية مثل هذا التوازن في الأهداف» و تسعى الى «المزاوجة بين العدالة والاستقرار». وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن حمد آل خليفة أكد ل «الحياة» أن كلامه أثناء الجلسة العلنية، في مؤتمر المنامة، لم يكن القصد منه إرسال رسالة الى اللبنانيين بعنوان «اصطفلوا» «حلّوا عنا» أو رسالة خليجية فحواها «التعب» من ملف الخلافات والأزمات اللبنانية المتكررة. وقال: «أبداً. هذه ليست رسالة خليجية ولا هي رسالتي... والذي فهمني بهذه الطريقة أقول له: لربما لم أوصل إليه ما قصدت». وأضاف متسائلاً: «أنا أغسل يدي من لبنان؟ أي عربي يغسل يده من لبنان؟ إن لبنان هويتنا. إنه الوجه الجميل للعرب، ومن دونه وجهنا قبيح كالذي ترسمه هوليوود». إنما «آن الأوان للبنانيين أن يكون لهم دور بنّاء في حل مشاكلهم».