تتجه أنظار الشارع الرياضي الخليجي مساء اليوم صوب ملعب 22 مايو في اليمن، إذ يقام هناك النهائي الكبير على كأس الخليج في النسخة العشرين بين المنتخب السعودي والمنتخب الكويتي، وجاء تأهل الفريقين عن جدارة واستحقاق بعد أن قدما أفضل المستويات في الأدوار التمهيدية وكلاهما لم يتجرع مرارة الخسارة طوال المنافسات السابقة، فالكويت تأهل عبر صدارة المجموعة الأولى بسبع نقاط قبل أن يكسب العراق في نصف النهائي بركلات الترجيح، فيما حل السعودي ثانياً في المجموعة ذاتها وأزاح المنتخب الإماراتي من دور نصف النهائي بهدف من دون رد، والتقى الفريقان في الأدوار الأولية وانتهت الموقعة بالتعادل السلبي. الكويت صاحب الرقم الصعب في تحقيق اللقب بواقع تسع بطولات حتى بات صديقاً حميماً للكأس الخليجية، فيما يحتكم المنتخب السعودي على ثلاث بطولات فقط. التنافس الأزلي يلغي الفرضيات والحسابات كافة خارج المستطيل الأخضر، ودائماً ما تكون المواجهات ذات طابع خاص ومذاق مختلف لدى عشاق الفريقين، وكل الخليجيين يترقبون المواجهة منذ الجولة الأولى لما تحمله من إثارة وندية وقتالية عالية داخل الميدان، وفي غالب الأحيان يصاحب المباريات تصاريح نارية تشعل فتيل الإثارة باكراً وقبل انطلاق صافرة المباراة، وشهدت السنوات الأخيرة هدوءاً كبيراً في التصاريح الإعلامية بعد أن سجل السعودي تفوقاً كبيراً في جميع المباريات الأخيرة وهيمن تماماً على لقاءات الطرفين، إلا أن الوضع يبدو مختلفاً في البطولة الحالية كون المنتخب السعودي يلعب بالصف البديل بعد أن استبعد المدرب البرتغالي بيسيرو نجوم المنتخب واعتمد على الأسماء الشابة وبعض عناصر الخبرة التي لا تمثل القائمة الأساسية للأخضر. المدرب السعودي البرتغالي خوسية بيسيروا أمام تحد صعب واختبار حقيقي لتأكيد جدارة عناصره الجديدة بتحقيق لقب البطولة بعد أن راهن على القائمة الحالية وسط عاصفة من الانتقادات الإعلامية لاستبعاده للأسماء الكبيرة، وعلى رغم تواضع خبرة اللاعبين إلا أنهم يمتازون بالحماسة والقتالية والرغبة في تأكيد أحقيتهم في تمثيل المنتخب الأول، ودائماً ما يكتفي المدرب بمهاجم واحد وغالباً ما يكون مهند عسيري بعد أن قدم مستويات جيدة جعلته الأجدر لذلك، كما أن خط الوسط يبدو أن الخماسي عبداللطيف الغنام وإبراهيم غالب وأحمد عباس وعبدالعزيز الدوسري ومحمد الشلهوب هم الأقرب للتواجد مع مستهل المواجهة، ويتقدم الشلهوب والدوسري وعباس للمساندة الهجومية مع بقاء الغنام وغالب للمهام الدفاعية، ويحد البرتغالي بيسيرو من التحركات الهجومية لظهيري الجنب مشعل السعيد وراشد الرهيب، ويعد الأخير نقطة ضعف واضحة في خطوط الأخضر بتمريراته المقطوعة وسوء تغطيته. المنتخب الكويتي ظروفه أفضل من منافسه عطفاً على اكتمال جميع عناصر الأساسية، والمدرب الصربي غوران أمام فرصة كبيرة لإعادة الأزرق إلى سابق عهده مع البطولات الخليجية، إذ تعتبر القائمة الحالية هي الأفضل خلال السنوات الخمس الأخيرة للكرة الكويتية، ويكاد أن يصعب وصف أي مركز بالضعف أو التواضع وأن كان ظهيري الجنب محمد راشد وعامر معتوق هما الحلقة الأضعف في الخريطة الزرقاء، إلا أن خبرة حسين فاضل ومساعد ندا ومن خلفهما الحارس المخضرم نواف الخالدي تتصدى لأي هفوات قرب مناطق الخطر، فيما يعتبر خط الوسط هو المفتاح الحقيقي لقوة الفريق بوجود البارع بدر المطوع وجراح العتيقي وعبدالعزيز العنزي وطلال العامر وفهد العنزي ويشكل الأخير قوة جبارة على الطرف الأيمن، وسيكون ضيفاً ثقيلاً للغاية على الدفاعات السعودية، ويتقدم كمهاجم ثان في غالب الأحيان إلى جانب المهاجم الوحيد يوسف ناصر، وتمتاز الخطوط الكويتية بسرعة نقل الكرة إلى مناطق الخطر للفريق الخصم، إضافة إلى وجود أكثر من لاعب يجيد تسجيل الأهداف، ويحتفظ الصربي غوران ببعض العناصر الرابحة إلى جانبه على دكة الاحتياط للاستعانة بهم متى ما دعت الحاجة لذلك أمثال حمد العنزي ووليد علي والأنصاري.