دشن رحالة سعودي، كتابه الجديد «الطريق إلى إفرست»، الذي يشرح فيه للمغامرين الجدد وهواة صعود الجبال والرحالة بشكل عام الخطوات الضرورية لتحقيق الهدف بطريقة آمنة خطوة خطوة، من خلال رحلته التي اكتفى فيها بالوصول إلى سفح جبل إفرست وليس قمته. ويعكس خالد الغامدي في كتابه معاناته من إصابة قديمة بالركبة، بسبب مزاولته كرة القدم مع فريق شركة أرامكو، لكن ظهر أثر الإصابة جلياً مع مرور الوقت وانشغاله في العمل لساعات طويلة حتى بعد ساعات العمل المقررة، ما أدى إلى زيادة وزنه، حتى أتى عليه أحد الأيام ولم يستطع الصلاة إلا وهو جالس. ويقول الكاتب: «إن تلك اللحظة الفاصلة كانت نداء إفاقة لي، فذهبت من فوري إلى الطبيب المعالج، الذي أخبرني بعدم إمكان ممارسة الرياضة مطلقاً بعد الآن، لتفادي الضغط على الركبة والاكتفاء بالسباحة مع وضع بالون هواء حول جسدي والهرولة داخل المسبح». ولم يستسغ الغامدي أن تتدهور صحته بشكل درامي خلال سنة واحدة فقط، بعد أن كان لاعباً ذا لياقة عالية للسنوات ال20 الماضية، ومن دون مقدمات اضطر لممارسة رياضة مخصصة لعلاج من يعانون من إعاقة أو المتقدمين في السن. وقرر أن يعالج ما أفسده بنفسه من دون الركون للمساعدة الطبية، فاشترك مع شركة تقدم أغذية ذات سعرات حرارية منخفضة لا تزيد على 1200 سعرة في اليوم، وفي الوقت نفسه توقف عن العمل خارج الساعات المقررة للعمل، وانتظم في ارتياد صالة رياضية وركز على الأجهزة التي تقوي العضلات المحيطة بالركبة والفخذ والساق. وبعد ثلاثة أشهر فحسب، فقد أكثر من 20 كيلوغراماً من وزنه، وصادف ذلك حلول شهر رمضان المبارك الماضي، فكان يعدو خلال الصيام لحوالى 8 كيلومترات قبل الإفطار تحت درجة حرارة تصل إلى 45 درجة مئوية من دون الشعور بالإرهاق أو آلام في الركبة. وقرر الغامدي بعد تصالحه مع جسده، مكافأة نفسه بطريقة تستحقها، ففكر في مغامرة عبر الانضمام إلى فريق من الرحالة المحترفين في رحلة إلى سفح «إفرست» استمرت حوالى 13 يوماً من الصعود الشاق، والذي يبدأ من ساعات الصبح الأولى حتى مغيب الشمس. وفي نهاية الرحلة قرر تدوين يوميات الرحلة وتقديمها ضمن «أدب الرحلات»، فذكر في فصول الكتاب، تعريفاً للرحلة والمخاطر التي يجب أن يحتاط لها المغامرون الجدد، بما في ذلك طرق التعامل معها في حال حدوثها، والمعدات المطلوبة لإنجاز الرحلة وأنواع المكملات الغذائية المطلوب إحضارها ونوعية الجاهزية اللياقية المطلوبة. وفصل الكاتب كذلك يومه، وذكر الارتفاعات التي صعدها يومياً، ونسبة انخفاض الأوكسجين مع كل ارتفاع وكيفية التعامل الاحترافي لتعويض نقص الأوكسجين الذي قد يؤدي بالحياة إن لم تتبع الإرشادات بالشكل المطلوب. وذكر في طيات الكتاب عدد الخطوات التي يتم قطعها كل يوم والأماكن الصعبة التي سيمر عليها والأخرى التي تأسر الألباب جمالاً، وتم حسبان مجموع الخطوات لتصل إلى نحو 100 ألف خطوة، أو 73 كيلومتراً. وبين الكاتب كيف أن الرحلة ضرورية لمن وصل إلى منتصف العمر كي ينقي عقله ويقوي جسده مما لحق بهما من ترسبات سمية بسبب رتم الحياة السريع والتنافس على الصغائر، لذلك سمى أحد فصول الكتاب برحلة التغيير، لأنها بحسب رأيه «غيرت نظرتي إلى الحياة بأخرى أكثر إيجابية»، لافتاً إلى أن هنالك «أشياء جميلة في الكون حولنا لا تكلفنا الكثير، بينما نحن نتنافس على حطام الدنيا». يُذكر أنه صدر للغامدي كتابان سابقان، الأول عنوانه «مذكراتي اللندنية»، الذي سجل مرتبة الأكثر مبيعاً مدة ستة أشهر في السعودية، وكذلك كتاب خواطر شعرية بعنوان «أحببتك ولم أعد».