انتهت حملة التواقيع التي شرعت بها بعض التكتلات الكردية بدعم ومساندة الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني بهدف ضم كركوك الى اقليم «كردستان». فقد بدأ الجو الهادئ في كركوك بالتوتر مجدداً عقب حملة ملء الاستمارة تحت اسم «تقرير مصير كركوك» في دوائر الدولة بمساعدة وضغط قوات «الأسايش» والأمن على الموظفين من مختلف القوميات. لا يحق لأحد تهديد أمن كركوك ومصيرها الخطر. في الواقع، كان علينا ان نتذكر ومنذ عهد نظام صدام بأن مثل هذه المبادرات التي لا تتفق مع الديموقراطية وحقوق الإنسان لن تعود بالنفع على أحد. ولكن يبدو أن هناك جماعات في العراق لا تزال تريد الاعتزاز بهذه العقلية. وخلال الأيام اللاحقة سيمر العراق عبر مراحل مهمة من قبيل الانتخابات والإحصاء السكاني. وبالتالي، فإن لمثل هذه المبادرات غير القانونية أهدافها المعينة، وهي عرقلة أعمال لجنة تقصي الحقائق في كركوك التي تأسست بموجب المادة 23 من قانون انتخابات مجالس المحافظات. وإلى جانب ذلك فإن الهدف الأساسي لفريق الأممالمتحدة لمساعدة العراق (يونامي) الذي يترأسه الممثل الخاص للأمم المتحدة الى العراق ستيفان دي ميستورا وخصوصاً في هذه الأيام التي تم الإعلان فيها عن تقرير بعثة الأممالمتحدة حول المناطق المتنازع عليها والتي تشمل كركوك، هو خفض حدة التوتر في المنطقة من طريق كسب الوقت وإخفاء الهيكل الديموغرافي المشوه لكركوك. ومثلما إن المبادرات اللاقانونية الهادفة إلى الهاء الشعب، وخلق مشاكل جديدة بين الشعوب، لن تكون لها أية فائدة، فمن الواضح انها ستلقي بظلالها على عملية الإحصاء السكاني في العراق، وعلى القرارات التي سيتخذها فريق الأممالمتحدة. إن ممارسات البشمركة الأخيرة خلال حملة التواقيع التي نظمتها إدارة إقليم كردستان بهدف ضم كركوك الى المنطقة الكردية، معروفة من الجميع. فقد تم اقتحام المنازل، واحتجاز أرباب الأسر، ولم تنفذ المعاملات الرسمية للأشخاص الذين لم يشاركوا في هذه الحملة لدى الدوائر الرسمية. ولهذا السبب ينبغي عدم غض النظر عن ردود فعل المواطنين التركمان والعرب في المنطقة وفي كل أنحاء العراق. وكان أعضاء مجلس محافظة كركوك من العرب والتركمان قد أعلنوا انهم سيقودون حملة «عراقية كركوك» في كل أنحاء العراق. في الواقع ان المرحلة التي تم التوصل اليها حالياً مهمة للغاية. فلماذا ينبغي أن يعود قرار حاسم في شأن منطقة لبلدٍ ما، الى الشعب المتواجد في هذه المنطقة فقط؟ كما اننا نرى لدى القاء الكلمات الحماسية، ان كل شبر أو جزء من الوطن غالٍ، وبالدرجة نفسها مقارنة بالجزء الآخر. وعليه نتساءل. حسناً لماذا يقتصر تحديد مصير هذا الجزء على تلك المنطقة فقط؟ أليس للمواطنين الآخرين حق على ذلك الجزء من الأرض؟