تسلمت مدينة الأقصر المصرية على وقع ألحان أوبرا عايدة أمس (الاثنين)، شعلة «عاصمة الثقافة العربية» لعام 2017 من مدينة صفاقس التونسية. وبدأت الاحتفالات منذ الصباح الباكر بعروض فنية للفرق الشعبية في الشوارع الرئيسة وميادين المدينة الواقعة على بعد حوالى 670 كيلومتراً جنوب العاصمة القاهرة. وقالت مديرة إدارة الثقافة في «المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم» (أليسكو) حياة القرمازي في كلمة لها بحفل تسليم الشعلة: "تجدد جمهورية مصر العربية مرة أخرى العهد بعد 21 عاماً مع مشروع العواصم الثقافية العربية، فبعد أن كانت القاهرة العاصمة الولى التي تنال هذا اللقب سنة 1996 في إطار العقد العالمي للتنمية الثقافية، ها هي الأقصر العريقة بتاريخها تتبوأ هذا الدور". وانطلق مشروع عواصم الثقافة العربية في العام 1996، بهدف تدويرها على المدن العربية للتعريف بالمخزون التراثي والحضاري لكل مدينة ومنحها الفرصة لإبراز مقوماتها الثقافية والفنية والإبداعية. وقال وزير الثقافة المصري حلمي النمنم: "منذ ثلاثة أيام كنا نحتفل بختام العام الثقافي 2016 وكانت العاصمة مدينة صفاقس التونسية، وقبل صفاقس كانت قسنطينة في الجزائر.. والمعنى في كل هذا أن الثقافة العربية باتت موضع اهتمام واحتفاء سنوياً وفي كل بلد عربي". وأضاف: "الأقصر أيها السادة ليست فقط مدينة الآثار المصرية القديمة العظيمة، لكنها أيضاً في العصر الإسلامي كان لها دور مهم جداً". وأحيا المراسم المغني التونسي محمد الجبالي الذي قدم باقة من الأغاني الرومانسية والتراثية وأخرى لكبار المغنيين المصريين أمثال عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب. وصعد بعده على المسرح، الذي أقيم خصيصاً في ساحة معبد الكرنك، المغني المصري مدحت صالح الذي قدم بعضاً من أشهر أغانيه مثل «ولا تسوى دموع» و«كوكب تاني» و«زي ما هي حبها». وتستمر الأنشطة الثقافة والفنية بمدينة الأقصر على مدى 12 شهراً وتشمل ليالي فنية بساحة معبد الكرنك، يحييها عدد من المغنين العرب بينهم التونسي لطفي بوشناق والمصري علي الحجار. إضافة إلى العروض السينمائية والمسرحية ومعارض تشكيلية وندوات فكرية وأمسيات شعرية ومعرضاً للكتاب وآخر للحرف التراثية. وتتسلم مدينة البصرة العراقية شعلة «عاصمة الثقافة العربية» من الأقصر العام المقبل، ثم بورتسودان في 2019، يليها بيت لحم في الأراضي الفلسطينية العام 2020.