تتركز أنظار العالم اليوم نحو مدينة زيورخ السويسرية التي تحتضن اجتماع المكتب التفنيذي في الاتحاد الدولي لكرة القدم وذلك للإعلان عن الدولتين المنضمتين لنهائيات كأس العالم لعامي 2018 و2022 والتي تقدمت لها 9 ملفات هي إسبانيا والبرتغال (ملف مشترك) وإنكلترا وروسيا وأخيراً هولنداوبلجيكا (ملف مشترك) عن عام 2018 وقطر واليابان وكوريا الجنوبية وإستراليا والولاياتالمتحدة الأميركية عن عام 2022. وفي الوقت الذي اقتصرت فيه المنافسة على استضافة مونديال 2018 على القارة الأوروبية والتي يعتبر الملف الروسي الأبرز تحركاً بينها إلى جوار منافسة شرسة من الملف الإنكليزي الذي لا يحظى بقبول واسع بسبب تحركات الإعلام الإنكليزي الذي قض مضاجع «الفيفا» والذي حدا بالإنكليز إلى التأكيد لأعضاء المكتب التنفيذي على استقلالية المؤسسات الإعلامية وعدم قدرته على كبح جماحها، أما في 2022 فتواجه الدول الآسيوية الأربع الملف الأميركي وهي منافسة حادة بالنظر إلى القدرات التي تمتلكها الولاياتالمتحدة الأميركية على الأصعدة كافة. وتحمل قطر لواء الحلم العربي والخليجي في استضافة المونديال للمرة الأولى في الخليج والمنطقة العربية والشرق الأوسط ويستند القطريون كثيراً على مواطنهم رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم محمد بن همام والذي يعد رأس الحربة في العمل الميداني العريض للملف «العنابي». ولم يستغن الرياضيون عن دعم الساسة الذين تحلقوا على مائدة «المونديال» في زيورخ على أمل أن يقتطفوا من كعكة «فوائدها» الجمة وتواجدت شخصيات قطرية بارزة لدعم الملف «العنابي» يتقدمهم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وحرمه موزة المسند ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية حمد بن جاسم في حين تقدم الأمير وليام تشارلز الساسة الإنكليز وقام بعقد اجتماعات مع عدد من أعضاء المكتب التنفيذي أول من أمس كما حظى الملف الإسباني بدعم رئيس الوزراء خوسيه لويس رودريغيز ثاباتير، وقام بالأمر ذاته نظيريه الكوري الجنوبي هوانغ سيك كيم والبلجيكي ايف لوترم. وإذا كان رؤساء مجالس الوزراء ال 4 قد استقطبوا اهتماماً بارزاً فقد نجح الأميركيون في اقتطاف اهتمام أوسع بحضور رئيس الولاياتالمتحدة السابق بيل كلينتون. وأحرج رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الحضور من الساسة إذ أكد في تصريح لوكالة «ايتار تاس» عن أنه كان ينوى الحضور إلا أنه فضل الاعتذار لرغبته في إتاحة الفرصة أمام أعضاء اللجنة التنفيذية لاتحاذ قرارهم بعيداً عن الضغوطات الخارجية. ولم يغب رجال الأعمال عن الساحة إذ تواجد رئيس شركة سوني هاورد سترينغر على رأس الملف الياباني ومالك نادي تشلسي رجل الأعمال الثري رومان ابراموفيتش على رأس الملف الروسي. وعلى الرغم من أن الساسة ورجال الأعمال كانوا في مقدمة المواكب التي وصلت إلى سويسرا إلا أن نجوم الكرة لم يغيبوا عن الساحة، على الرغم من أن ملعب «التصويت والانتخابات» ليس ملعبهم الذي يجيدون فيه تسيير مجرى الأحداث إذ تواجد النجم ديفيد بيكهام وقام بمهام الترويج لملف بلاده واستغل عشق الكاميرات لظهوره التلفزيوني فعقد مؤتمراً صحافياً أمس استقطب وسائل إعلام دولية عدة، أكد خلاله أنه يستلهم قوة كبيرة من فريقه السابق مانشستر يونايتد الذي لا يستسلم ويكافح حتى النهاية، مضيفاً: «تعلمت عدم الاستسلام حتى الرمق الأخير في صفوف مانشستر يونايتد، إذ حققنا انتصارات عدة في الدقائق الأخيرة، وآمل أن نفوز بشرف استضافة كأس العالم في ربع الساعة الأخير». أما الإسبان فقد استغانوا بحارس مرمى بطل العالم ايكر كاسياس والنجم البرتغالي صاحب الشهرة العالمية البارزة كريستيانو رونالدو، كما استعان الملف المشترك البلجيكي الهولندي بنجمي الكرة الهولندية السابقين يوهان كرويف ورود خوليت، وحارس مرمى بلجيكا الشهير جان ماري بفاف واللاعب بول فان هيمست، وأخيراً تواجد أيضاً في ساحة الأحداث لاعب مانشستر يونايتد بارك جي سونغ واللاعب الروسي ارشافين. ولم يقتصر الأمر على الساسة ورجال الأعمال واللاعبين بل تعداه إلى الممثلين إذ تواجد مع الملف الممثل الشهير مورغان فريمان. ويصوت على القرار 22 شخصاً يمثلون أعضاء المكتب التنفيذي عن الاتحادات القارية ال 6 بعد استبعاد نائب رئيس الاتحاد الدولي عن قارة أوقيانيا التاهيتي رينالد تيماري وعضو المكتب التنفيذي النجيري آموس أديموس إثر اتخاذ اللجنة الأخلاقية التي يرأسها السويسري كلاوديو سولسر قراراً بمعاقبة الأول بمنعه من المشاركة في أي نشاط يتعلق بكرة القدم (إدارياً كان أو رياضياً أو أي نشاط آخر) على المستويين المحلي والدولي لمدة عام واحد وتغريمه بمبلغ خمسة آلاف فرنك سويسري، ومعاقبة الثاني بالعقوبة ذاتها لمدة 3 أعوام وتغريمه عشرة آلاف فرنك سويسري وذلك على إثر الفضيحة التي أثارتها صحيفة «الصنداي تايمز» الإنكليزية بنشرها لأحاديث مسجلة مع العضوين تم خلالها مناقشة عرض رشوة عليهما في مقابل الحصول على صوتيهما خلال عملية التصويت. وألقت أتهامات الرشاوي والضغوط الإعلامية المتواصلة والتي كان أخرها برنامج بانوراما الذي عرض على قناة البي بي سي الإنكليزية بظلاله على سير الأحداث إذ لم يهدأ الحديث والتشكيك في أعضاء المنظمة الرياضية الأولى طوال الأيام الماضية وهو ما أفقد «الفيفا» الكثير من الوهج الذي كان يحظى به والذي اعتاد بلاتر التبجح به لدرجة أنه قال ذات مرة معلقاً على مبنى الفيفا «الزجاجي»: «إنه على هذا النحو ليؤكد مقدار الشفافية في هذه المنظمة حيث يدخل الضوء إلى كل مكان فيها».