يصل الرئيس بشار الاسد الى كييف اليوم في زيارة هي الاولى لأوكرانيا، على ان يقوم الاسبوع المقبل بزيارة عمل لباريس تستمر يومين تلبية لدعوة من نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، وتتضمن عقد جلسة محادثات مع ساركوزي وسلسلة من اللقاءات في العاصمة الفرنسية. وكان الاسد زار باريس في تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي، كما شارك في اعمال قمة «عملية برشلونة: الاتحاد من اجل المتوسط» في تموز (يوليو) عام 2008، فيما زار ساركوزي دمشق مرتين، نهاية عام 2008 وبداية عام 2009. ويتوقع ان تتناول القمة السورية - الفرنسية، وهي الخامسة بين الاسد وساركوزي، العلاقات الثنائية وأوضاع المنطقة والعالم. وبالنسبة الى زيارة الاسد لكييف، عُلم ان الوفد الرسمي يضم: وزير الخارجية وليد المعلم، المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان، وزير المال محمد الحسين، ومعاون وزير الخارجية عبد الفتاح عمورة. ويتوقع ان يلتقي الاسد بعد وصوله اليوم ممثلي الجالية السورية في اوكرانيا. ويتضمن برنامج الزيارة الرسمية غداً مراسم الاستقبال الرسمية وجلسة محادثات مع الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش ولقاءات مع عدد من المسؤولين في كييف. وتجري عمليات وضع اللمسات الأخيرة لتوقيع عدد من الاتفاقات. وكان الاسد بعث الى يانوكوفيتش في آب (اغسطس) الماضي رسالة «تتعلق بسبل تطوير العلاقات الثنائية والأوضاع الراهنة في المنطقة» نقلها المعلم، اذ جرى بحث «سبل الارتقاء بها إلى علاقات استراتيجية تصب في مصلحة البلدين والشعبين الصديقين». ونقلت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) عن الرئيس الاوكراني قوله ان بلاده «تعتبر سورية بلداً كبيراً ومهماً، ليس فقط في منطقة الشرق الاوسط وإنما في العالم العربي»، لافتاً إلى أن «استئناف الحوار على المستوى السياسي العالي سيمكِّن الجانبين من دفع عجلة العلاقات». وقام الحسين بداية الشهر الماضي بزيارة كييف في اطار انعقاد اللجنة المشتركة، وبحث مع وزير الخارجية الأوكراني قسطنطين غريشنكو «سبل تطوير التعاون الثنائي وضرورة الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى مستوى العلاقات السياسية التاريخية المتميزة»، كما أكد الجانبان أهمية زيادة التبادل التجاري بين سورية وأوكرانيا بما يخدم مصالح البلدين. وكان البلدان اقاما العلاقات الديبلوماسية بينهما بداية عام 1992. وبلغت قيمة التبادل التجاري بليوني دولار سنوياً عام 2008، علماً ان قيمته حالياً تقدر بنحو بليوني دولار. وقال الحسين وقتذاك إن اوكرانيا «من أهم الشركاء التجاريين لسورية في العالم، والأكبر في شرق أوروبا»، منوهاً بجهود اللجنة التحضيرية في إنجاز مشروع اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، «ما يؤكد الأهمية التي توليها سورية للعلاقات مع أوكرانيا، اذ ستكون أوكرانيا أول دولة خارج الشرق الأوسط توقِّع سورية معها مثل هذه الاتفاقية». وجرى خلال اجتماعات اللجنة توقيع عدد من الاتفاقات بينهما خلال انعقاد اللجنة، اضافة الى انعقاد مجلس لرجال الاعمال. ويشكّل ميناء أوديسا الأوكراني منفذاً بحرياً لبيلاروسيا على البحر الاسود، ذلك ان الرئيس السوري زار مينسك في تموز (يوليو) الماضي حيث جرى بحث تطوير العلاقات الثنائية، كما زار الاسد في الفترة الاخيرة كلاًّ من بلغاريا ورومانيا وقبرص، ضمن رؤية سورية لربط خطوط النقل والغاز والنفط بين البحور الخمسة: الابيض، وقزوين، والاسود، والاحمر والخليج العربي.