اختارت لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة اسم عاصفة مدار على الحال الجوية التي تمر بها السعودية حالياً، والتي تشمل تقلبات متعددة في المناخ، منها عواصف رملية وأمطار غزيرة ومتوسطة، فيما تلونت شاشة الإنذار المبكر بعدد من الألوان على مناطق عدة في السعودية. وبينما يشمل تأثير عاصفة مدار غالبية المناطق السعودية بوجه العموم، إلا أنه تظل المناطق الواقعة في الشمال والغرب والوسط الأكثر تأثيراً بالعواصف الرملية، إضافة إلى الأمطار والتي تتأثر بها المناطق الواقعة شرق السعودية، فضلاً عن وسطها. في حين أثرت التقلبات الجوية بشكل مباشر في الحركة الملاحية الجوية خصوصاً في مدينتي ينبع ورفحاء، إذ أوقفت الخطوط الجوية السعودية رحلاتها من وإلى مطاري المدينة، إضافة إلى إيقاف رحلاتها إلى مطار الخرطوم. وقال المدير العام للشؤون الإعلامية في الخطوط الجوية السعودية منصور البدر ل«الحياة»: «من المتوقع إعادة جدولة الرحلات التي تم إلغاؤها بسبب العاصفة الرملية للمطارات الثلاثة، وسيتم إعلان ذلك». مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الخطوط الجوية السعودية في تواصل مستمر مع الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة حرصاً منها على متابعة كل مستجدات العاصفة الرملية من تقارير ونشرات متعلقة بالأجواء. في المقابل لم تؤثر العاصفة الرملية التي ضربت جدة أمس، في سير الرحلات في مطار الملك عبدالعزيز الدولي. فيما أدت الحال المناخية «مدار» إلى تعليق الدراسة في المناطق والمحافظات كافة المتأثرة بها بشكل مباشر، في الوقت الذي رفعت فيه المستشفيات مستوى جاهزيتها، وذلك بإعلان حالة الطوارئ بسبب العاصفة الرملية. بدوره، أشار المتحدث الرسمي باسم الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني، إلى أن الحال المناخية التي تشهدها المملكة حالياً تمثل أولى حالات فصل الربيع لهذا العام، وتشمل مناطق البلاد بوجه العموم. وقال: «إن الحال الجوية المتوقع انتهائها اليوم شهدت نشاطاً للرياح التي أسهمت في تدني الرؤية إلى أقل من كيلو متر واحد، وتشمل المدينةالمنورة والرياض والقصيم والحدود الشمالية والمنطقة الشرقية، إضافة إلى هطول أمطار غزيرة». وأشار إلى أن نشاط الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار وصلت سرعتها إلى 55 كيلومتراً في الساعة، إلى جانب تدني الرؤية الأفقية إلى أقل من 2 كيلو متر أمس، على مناطق الحدود الشمالية، والجوف، وتبوك، والمدينةالمنورة، ومكة المكرمة، وحائل، والقصيم، والرياض، والشرقية، لافتاً إلى أن الفرصة مهيأة لهطول أمطار رعدية على مناطق شمال ووسط وشرق المملكة، وكذلك على المرتفعات الجنوبية الغربية التي قد تكون غزيرة على المنطقة الشرقية. في المقابل أعلن عدد من مستشفيات المملكة حالة الطوارئ، إذ رفعت صحة جدة درجة التأهب في جميع مستشفياتها ومرافقها الصحية، كما أكملت جميع استعداداتها للعاصفة الرملية التي اجتاحت جدة منذ ساعات الصباح الأولى ليوم أمس. وأكدت صحة جدة أن جميع أقسام الطوارئ في مستشفيات المحافظة على أهبة الاستعداد لاستقبال أية حالات تصل إليها بسبب العاصفة الترابية التي تشهدها مدينة جدة حالياً، مبينة أنه تم التنبيه على المستشفيات باستقبال جميع الحالات وتوفير الأدوية المخصصة لمثل هذه الحالات التي يزداد فيها عدد المراجعين المصابين بالأمراض التنفسية. فيما نصحت المواطنين والمقيمين المصابين بالأمراض الصدرية والحساسية بعدم الخروج في مثل هذه الأوضاع التي تتسبب عادة في تهيج الشعب الهوائية. كما حذرت مرتادي الطرق من سائقي السيارات والمركبات من القيادة بسرعة في هذه الأجواء التي تصعب فيها الرؤية الأفقية للسائق، وضرورة توخي الحيطة والحذر أثناء القيادة لمنع وقوع الحوادث المرورية. من جانبه، أكد مدير إدارة الطوارئ والأزمات بصحة جدة الدكتور سامر أسرة أن الشؤون الصحية ممثلة بإدارة الطوارئ والأزمات تقوم بالتنسيق والمتابعة المستمرة مع القطاعات الحكومية المعنية كالدفاع المدني والأرصاد وحماية البيئة وغيرها، لافتاً إلى أنه تم إعلان حالة الطوارئ بمستشفيات محافظة جدة كافة، وذلك بتكثيف استعداداتها واستقبال جميع الحالات التي تصل إليها، وتقديم الرعاية الصحية الكاملة لمراجعي هذه المستشفيات. ... وتُفرح طلبة المدارس وتستنفر الأجهزة الرسمية تبوك - «الحياة» على رغم ما تحمله معها من أخطار وأتربة وغبار، أفرحت العاصفة «مدار» التي ضربت أمس (الأحد) مناطق عدة في السعودية، ولا سيما الشمال الغربي، مئات الآلاف من طلبة المدارس بعد تعليق الدراسة في مناطقهم، فيما واصلت الجهات الرسمية تأهبها واستعداداتها متخذة الاحتياطات الوقائية اللازمة، وذلك استجابة لتحذيرات الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة قبل وصول العاصفة. وأعلنت الإدارة العامة للتعليم في منطقة تبوك تعليق الدراسة أمس (الأحد) في مدارس المنطقة كافة، ويشمل التعليق المعلمين والمعلمات العاملين في المدارس. وقال الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للتعليم بالمنطقة علي القرني أمس، إنه «حرصاً على سلامة أبنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات والزملاء المعلمين والمعلمات تقرر تعليق الدراسة في جميع مدارس المنطقة ليوم (الأحد)، بسبب الأحوال الجوية على أن يتم مراعاة تعويض الحصص الدراسية». كما أعلنت الإدارة العامة للتعليم في منطقة الحدود الشمالية تعليق الدراسة أمس، في جميع مدارس المنطقة، ويشمل التعليق المعلمين والمعلمات العاملين في المدارس. ووجه مدير تعليم القريات الدكتور محمد الثبيتي بتعليق الدراسة اليوم، وذلك بناء على ما ورد من مديرية الدفاع المدني والهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة عن أتربة مثارة تتسبب في انعدام الرؤية. ولحقت بالقريات محافظة حفر الباطن التي علقت الدراسة في جميع مدارس التعليم فيها. كذلك أعلنت جامعة تبوك وجامعة الأمير فهد بن سلطان في المنطقة تعليق الدراسة أمس، في مقراتها التعليمية حرصاً على سلامة الطلاب والطالبات بسبب ما تعيشه المنطقة من عدم استقرار في أجوائها. تفاعل الغيرة وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع أنباء «مدار» ومستجدات تعليق الدراسة. ففضلاً عن تداول أخبار التعليق، وأطلق بعض الطلبة على «تويتر» ممن يعيشون في مناطق لم تتأثر بالعاصفة، تغريدات يعبرون فيها عن «غيرتهم» من طلبة مناطق العاصفة لعدم ذهابهم إلى المدارس اليوم. وأيدهم بعض الموظفين، إذ لم يعلق العمل في المؤسسات الحكومية أسوة بالمعلمين والمعلمات في مناطق العاصفة. وكذلك تداول رواد مواقع التواصل التحذيرات والنصائح الوقائية وحتى الأدعية، إضافة إلى الصور والمقاطع المصورة لما قالوا إنها التسجيلات الأولية للعاصفة. وحذرت مديرية الدفاع المدني في منطقة تبوك المواطنين والمقيمين أول من أمس (السبت) من تبعات العاصفة «مدار» التي قد تشهد إثارة للرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار تصل سرعتها إلى 55 كيلومتراً في الساعة، الكفيلة بالحد من مدى الرؤية الأفقية إلى أقل من كيلومتر واحد ابتداء بحقل وتمتد إلى تبوك، والوجه، وضبا، وأملج، وذلك من الساعة ال10 مساء أمس، وحتى الساعة السادسة من مساء اليوم.